Posts

Showing posts from April, 2014

الحكومة وأسعار السكن

Image
  د.محمد بن علي الكبيسي الحكومة وأسعار السكن     أراد أحد الأصدقاء أن يكون من أصحاب العقارات فقام، بالاتفاق مع مكتب عقاري، بشراء الأرض المناسبة. وبما أن أخانا في الله لا يملك قيمة الأرض البالغة عدة عشرات من الملايين، فقد توجه إلى أحد البنوك العاملة بدولة قطر للحصول على المبلغ اللازم. وأخذت الخرائط المعمارية لمجمع الرخص ببلدية الدوحة الذي طلب عدة طلبات تم تنفيذها بالكامل. وقدمت الخرائط بعد ذلك إلى مجمع الرخص لكل الخدمات (الماء، الكهرباء، الصرف الصحي، التلفونات، الطرق والدفاع المدني) ولو إحدى الجهات طلبت تعديلاً فلا بد من قيام المكتب الهندسي بإعادة رسم الخرائط المعمارية من جديد، والتقدم بها مرة أخرى. يعني العودة لمرحلة الصفر. أما مهندسو الدفاع المدني فقصتهم قصة، فهذا يوافق، وعندما يتم التعديل حسب المطلوب، يستلم الخرائط مهندس آخر لا يوافق زميله، ويطلب تعديلات أخرى. وبعد عدة شهور، وحب خشوم، وتوسط الناس الطيبين، حصل على رخصة البناء المطلوبة. وعندما طلب شهادة إتمام البناء، فوجئ برفض من الدفاع المدني، الذي طلب منه تغييراً يكاد يكون جذرياً على معدات وإجراءات الأمن والسلامة والوقاية من الحريق.

حوادث المرور والوفيات

Image
  د.محمد بن علي الكبيسي حوادث المرور والوفيات     ذكرنا في مقالة سابقة (انظر الشرق 30/3/2014) أنه لا يكاد يمر أسبوع إلا ونذهب لتعزية أحد الأصدقاء أو أكثر في وفاة أحد أفراد أسرته بسبب حادث مروري، وذكرنا أن المشكلة في أساسها تتركز في أسلوب تطبيق القوانين المرورية وبخاصة الأمور المتعلقة: 1. تجاوز حدود السرعة القانونية. 2. تجاوز الإشارة الحمراء. 3. عدم ربط حزام الأمان. ولقد بينا أن مستعملي الطرق والمراقبين ليس لديهم مبدأ احترام القانون أو روح المواطنة ولو كانت هذه موجودة لما حدث ما يحدث. وبالصدفة جمعتني الظروف مع أحد الإخوة القطريين الذي كان قادماً من تعزية عائلة قطرية فقدت أحد أفرادها في حادث مروري فقلت له: من وين جاءت المشكلة؟ فقال لي: إنه من الغريب أن نجد من نسميهم بالشباب المتهورين يتصفون بالأدب المطلق والاحترام الكبير لقوانين المرور في الدول الأخرى التي يقصدونها سواء للعمل أو الدراسة أو السياحة. في حين أن نفس هؤلاء الشباب عندما يعودون لأرض الوطن لا يحترمون قوانين المرور ولا أخلاقيات استخدام الطريق. وهذا في حد ذاته يعطي انطباعا أن المسألة ليست نقصا في التربية ولا الثقافة المرورية بل هي

الأمطار ودعاء الاستصحاء

Image
  د.محمد بن علي الكبيسي الأمطار ودعاء الاستصحاء     هطلت على قطر، في نهاية شهر مارس 2014، أمطار غزيرة لم تكن في الحسبان مما خلق مشاكل كثيرة وبخاصة في أنفاق طريق أبو سمرة مما تسبب في رفع منسوب المياه في هذه الأنفاق والتي بدورها تسببت في غرق عشرات السيارات. وفي يوم 27/3/2014 قام معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية باصدار توجيهات لتشكيل لجنة عاجلة برئاسة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن خليفة آل ثاني، وزير البلدية والتخطيط العمراني، وعضوية عدد من الخبراء والمهندسين لتقصي الحقائق حول مشكلة تجمع مياه الأمطار في أنفاق طريق سلوى. وذكر الخبر بأن اللجنة ستقوم بدراسة الأسباب الحقيقية وراء هذه الأزمة وجمع الأدلة ورصد كافة المعلومات المتعلقة بغرق الأنفاق، ومن ثم اتخاذ الاجراءات اللازمة ضد الأشخاص المقصرين ومحاسبتهم، ووضع الأنظمة والآليات الكفيلة بعدم تكرار هذه المشكلة مستقبلا. وسنناقش في هذا عدة نقاط: أولاً: سرعة استجابة معالي رئيس مجلس الوزراء: وهذا ما عهدناه من معاليه سرعة التفاعل مع كل حدث يؤثر في البلاد والعباد ونقول لمعاليه جزاك الله كل خير وبيض الله وجهك في الدنيا والآخرة ثانياً: تشكيل لجنة تقصي ا

الوطنية الاقتصادية

Image
  د.محمد بن علي الكبيسي الوطنية الاقتصادية     كثير من تعاليم الإسلام نقرأها ونفهمها ولكن لا نعمل بها، ومن أمثلة ذلك قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص"، وكذلك قوله "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد".. ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "حياة بني آدم وعيشهم في الدنيا لا يتم إلا بمعاونة بعضهم لبعض في الأقوال، أخبارها وغير أخبارها، وفي الأعمال أيضا". إن الله خلق الإنسان وجعله في حاجة إلى أن يتعاون مع غيره، فلا تقوم حياة الناس إلا بتعاونهم فيما بينهم.وهذا الأمر هو الذي دعاني لأن أختار مسمى "الوطنية الاقتصادية". إن الوطنية الاقتصادية هو مصطلح جديد ندعو أن يستخدم للدلالة على المواقف الإيجابية للأفراد والشركات التجارية والمؤسسات الحكومية المؤيدة بقوة لدعم الاقتصاد الوطني قولاً وفعلاً، وذلك من خلال دعم المواطن فرداً كان أم شركة وطنية. وهو يشير إلى الارتباط الوثيق بالوطن والانتماء إليه والفخر والاعتزاز بأي دعم اقتصادي يقدم لكل منتمي هذا الوطن، فالوطني الاقتصادي هو من يحرص على خدمة الوطن ويشعر بالفخر