Posts

Showing posts from July, 2021

قطر ومجتمع العزاب

الدكتور محمد بن علي الكبيسي قطر ومجتمع العزاب   بحسَب وكالة "بلومبرغ" الإخباريّة "أصدرت وزارة الماليّة القطريّة تعليمات إلى الوزارات والمؤسسات والكيانات الحكوميّة المموّلة من الدولة لخفض النفقات الشهريّة للموظفين غير القطريين بنسبة 30 بالمئة بدءًا من 1 يوليو 2020، إما عن طريق تقليل الرواتب، أو تسريح العمّال، بإشعار لمدة شهرين". وهذا التوجّه أيضًا طال القطريين حيث "أمرت وزارة الماليّة بوقف الترقيات، والبدلات النقديّة للموظفين مقابل الإجازات، وتذاكر السفر، كما أوقفت معظم المدفوعات المُسبقة (السُّلف على الراتب)". وهذا، وكما أعلن، أتَى بسبب محاولة دعم موارد البلاد الماليّة لمُواجهة تأثير جائحة كورونا. فعلًا كان هذا القرار صادمًا، وكأنّ الجهات المٌختصّة لم تُعطِ اهتمامًا، أو دراسة كافية، للآثار المترتبة عليه. إنّ أول الآثار المُتوقعة لتلك القرارات، وبالأخص على الأفراد المُرافقين لهم أسرهم، إما القيام بمُغادرة البلاد هم وأسرهم، أو بترحيل الأسر والبقاء بمفردهم، أو الاستمرار ولكن بمستوى معيشة أقل من الكفاف. ولقد تَوقّعَت مجلة "أكسفورد إيكونوميكس" رحيل م

لا يوجد مجال للاعتذار

 الدكتور محمد بن علي الكبيسي لا يوجد مجال للاعتذار   كنتُ في جلسة مع بعض الأصدقاء، "المُطعمين"، ندردش حول المغزى من إجبار الهيئة العامة للضرائب المواطنين على تقديم البيان الضريبي لشركاتهم القطرية، وتطرق الحديثُ عن أشكال الضرائب المُطبقة في بعض الدول الخليجية. وعلل أحدهم أن قطر قامت بتأجيل تطبيق ضريبة القيمة المضافة، رغم ارتفاع نفقات موازنتها، بسبب النمو المرتفع الذي حققته أسعار النفط، وإيرادات الغاز، ولا ننسى ارتفاع عائدات الاقتصاد غير النفطي. وذكر أحدهم إننا يجب أن نستعد من الآن لتطبيق القيمة المضافة في قطر. وخرجتُ من عندهم ووصلتُ البيت وقمتُ أطالع الصحف ووجدتُ أنه عُرض على المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار عرضٌ خاصٌّ بتطبيق القيمة المحلية المُضافة في الدولة. وتبادر في ذهني كلمات صديقنا "نستعد من الآن لتطبيق ضريبة القيمة المُضافة" فقرأتُ الخبر على أن الذي عُرض على المجلس هي تلك الضريبة التي نخشى منها. فقمت على عجالة، وبتوفيق من الله، بإعداد مقال "طارت الفرحة قبل أن تحل". وما إن نشرتُ المقال، بتاريخ 11/7/2021، حتى وردتني عدة اتصالات من إخوان وأخوا

طارت الفرحة قبل أن تحل

 الدكتور محمد بن علي الكبيسي طارت الفرحة قبل أن تحل   أرسل لي أحد الإخوان، عن طريق الواتس أب، كاريكاتيرًا يُظهر "مدرس ابتدائي" يسأل طلبته: ما هو الفرق بين الزكاة والضريبة؟ فقام أحد الأطفال وقال: الزكاة تؤخذ من الأغنياء وتُعطى للفقراء، والضريبة تُؤخذ من الفقراء وتُعطى للأغنياء. وبتصفحي للجرائد المحلية وجدتُ أنه عُرض على المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، في 29/6/2021، عرضٌ خاصٌّ بتطبيق القيمة المحلية المُضافة في الدولة. وفي هذا المقال لن أتكلم عن أمر الله في قوله تعالى "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها .." التوبة: 103، وما نتج عنها من حروب سُميت بحروب الردة التي أمر بها الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما امتنعت بعض القبائل عن دفع الزكاة لأنها اعتبرتها إتاوة يجب إلغاؤها، واكتفت من الإسلام بالصلاة فقط. ولن أتكلم عن قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ". والمَكْس هو الضريبة التي تُفرض على الناس. وأيضًا لن أتكلم عن فتوى اللجنة الدائمة التي تنص فيها "أن أخذ هذه الرسوم والضرائب، أو كتابتها و