Posts

Showing posts from November, 2016

تخلف التعليم بتطويره

Image
  د.محمد بن علي الكبيسي تخلف التعليم بتطويره     لا يمكن للإنسان أن يتطور ويصل إلى أعلى المراتب من دون تطوير مجالات التعليم والصحة. وتطالعنا التقارير الدولية عن مكانة قطر في مؤشر التنافسية في مجال التعليم، فنجد أن قطر احتلت، في 2015 — 2016، المرتبة الأولى عربياً، والرابعة عالمياً. ونحن لا نشك مطلقاً بالمكانة التعليمية العالمية لقطر لأن مثل هذا المؤشر يستند إلى معايير محايدة حددها المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2004. والمشكلة لا تقع في الترتيب العالمي لقطر، بل هي تقع في الأهداف التربوية للتعليم التي يجب أن تصمم لتخدم المجتمع القطري ككل. فكل بلد في العالم له خصوصيته في المعتقد، وكذلك في الأعراف والتقاليد، وقطر كذلك لها تلك الخصوصية، وعليه لابد من أن تكون المناهج التربوية نابعة من البيئة، وتخدم نفس البيئة التي يعيش فيها متلقي العلم. لقد كان التعليم عندنا، مع ما به من أخطاء، يعتبر تعليماً مناسباً لمجتمعنا في تلك المرحلة. ولكن عندما بدأت الدولة في التقدم السريع فكان لابد من تطوير التعليم ليتماشى مع المعطيات الجديدة. فتم تكليف عدة جهات تباعاً بتقديم دراسات مكثفة لتطوير التعليم في قطر، منها

الأمير ومحاسبة المقصرين

Image
  د.محمد بن علي الكبيسي الأمير ومحاسبة المقصرين     تعرضنا، في مقال الأسبوع الماضي، لفقرة من خطاب سمو الأمير المفدى، في افتتاح دور الانعقاد 45 لمجلس الشورى، وهي قول سموه بأنه "لقد أنجزنا الكثير ويمكننا أن ننجز أكثر، ولكن علينا أن ننطلق من الواقع القائم وليس من التمنيات". وتم إيضاح كيف يتم حجب حقيقة الواقع القائم من وصولها لأمير البلاد المفدى، أو لرئيس مجلس وزرائها. واليوم سنناقش قول سموه "وحقنا عليه (أي المواطن) هو أداء عمله على أحسن وجه، وإنجاز مهامه بالوقت المحدد والدقة المطلوبة والنزاهة التامة". وحتى نعرف إمكانية قيام الموظف بذلك، فإنه لزاماً علينا الرجوع إلى خطب سمو الأمير منذ توليه الحكم في تاريخ 25 /6/ 2013. ففي أول خطاب تاريخي قال سموه: "سوف نكون أكثر صرامة ووضوحاً بشأن النتائج والمخرجات.. إذا وظفنا استثمارات كبرى ولم نحصل على نتائج ملائمة فلا يجوز المرور على ذلك مرور الكرام.. وإذا رفعت تقارير غير صحيحة وغير ذلك من الأمور التي لا يجوز التستر عليها (فإنها) تحتاج إلى معالجة فورية". وأضاف سموه "لا يجوز أن يعتبر أحد أنه له حق أن يتعين في منصب أو وظ

الواقع وليس التمنيات

Image
  د.محمد بن علي الكبيسي الواقع وليس التمنيات     كنت من المتابعين، في الأسبوع الماضي، لخطاب سمو الأمير المفدى في افتتاح دورة مجلس الشورى. والخطاب في مجمله يحتاج منا إلى وقفات تحليلية مطولة. ومقال اليوم سنركز على قول سموه بأنه "لقد أنجزنا الكثير ويمكننا أن ننجز أكثر، ولكن علينا أن ننطلق من الواقع القائم وليس من التمنيات". وأتفق كلياً مع سموه في هذا الأمر. ولكن السؤال: من سيزودنا بالواقع القائم؟ لقد درجت بعض الجهات في إعداد تقاريرها الدورية أو السنوية، بشكل، كما يصفه البعض، "ما يخرش منها الماي". ومن هذه التقارير لن يستطيع حتى "الجن الأزرق" أن يحدد المعوقات التي أدت إلى عدم تنفيذ بعض البرامج والمشاريع في استراتيجية التنمية الوطنية الأولى. بل ولن يستطيع المطلع على تلك التقارير تحديد البرامج التي حدث فيها التقصير. فلو أخذنا، على سبيل المثال، التقارير المتعلقة بالتعليم، فإن المطلع عليها سيجد أنها ستركز وتضخم بأن قطر، في مؤشر التنافسية الدولية في مجال التعليم 2015/2016، قد احتلت المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً. ولكنه لن يجد، في تلك التقارير، أي شيء متعلق ب