صفعات قطرية لدول الحصار

 

صفعات قطرية لدول الحصار

الكل شاهد أو استمع إلى خطاب سمو الأمير المفدى. والخطاب كانت به جوانب خفية تمثل صفعات قوية موجهة من سمو الأمير لدول الحصار. إن الخطاب كان رداً لدول الحصار على مطالبهم البالغة ثلاثة عشر مطلباً. فسمو الأمير المفدى، حفظه الله، رد على تلك المطالب رداً قوياً قائلاً لهم "كان هذا امتحاناً أخلاقياً حقيقياً، وقد حقق مجتمعنا فيه نجاحاً باهراً". (سأختصر كلمات "المطالب" لتناسب حجم المقال)..
المطلب 1: علاقة قطر وإيران
الرد القطري: "كما أشكر كل من فتح لنا أجواءه ومياهه الإقليمية حين أغلقها الأشقاء". وهذا يعني أن هذا شأن داخلي وليس لكم الحق بالتدخل فيه، وإننا لن نقطع علاقتنا مع جيراننا في الخليج، وبخاصة أنهم قاموا، خلال فترة وجيزة، بفتح أجوائهم ومياههم الإقليمية، وأيضاً قاموا بتوفير الكثير من الاحتياجات التي قطعتها علينا دول الحصار بحصارها الغاشم.
المطلب 2: علاقة قطر وتركيا
الرد القطري: "أشيد بالدور الهام الذي لعبته تركيا في إقرارها السريع لاتفاقية التعاون الإستراتيجي الموقعة بيننا والمباشرة في تنفيذها". وأضاف الرد القطري لما سبق "وأن أشكرها على استجابتها الفورية لتلبية احتياجات السوق القطرية". وهذا يعني أن هذا أيضاً شأن داخلي، وليس لكم الحق في التدخل فيه، وإننا لن نقطع علاقتنا بإخوتنا الأتراك، والذين نفخر بهم، ويكفي أنهم مسلمون سنة، وإن الاتفاقية التي وقعنا عليها في 2014 ستنفذ بالكامل إن شاء الله.
المطلب 3 و4: قطع العلاقات مع كافة التنظيمات والأفراد
الرد القطري: "الإرهاب، بمعنى الاعتداء على المدنيين الأبرياء لغايات سياسية، هو جريمة بشعة ضد الإنسانية، ويضر بالقضايا العربية العادلة. إن الدين وازع أخلاقي، وهو ليس مصدر الإرهاب". وأضاف الرد القطري "أن اليأس والإحباط هو المصدر الرئيسي للإرهاب" ولم ينس الرد القطري "أن مشاكل مثل الفقر والطغيان والاحتلال وغيرها من أهم مصادر الإرهاب". إن قطر تحارب الإرهاب، واشتركت مع الكثير من الدول ومنظمات الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب، ولكن، كما بينه الرد القطري، ليس من حق دول الحصار تحديد المنظمات الإرهابية أو الأفراد حسب المزاج، وحسب قوائم أعدت برغباتهم، بل يجب أن يخضع ذلك للأمم المتحدة.
المطلب 5 و10: تسليم كافة العناصر الإرهابية وممتلكاتهم وإعادتهم
الرد القطري: "وقد آن الأوان لوقف تحميل الشعوب ثمن الخلافات السياسية بين الحكومات. لقد عرفت منطقتنا العربية أسلوب الانتقام والعقاب الجماعي لمواطني الدولة الأخرى في حالة الاختلاف مع حكومتها". وأضاف الرد القطري "وهذا لا يتناقض مع القانون الدولي فحسب، بل يمس بمواطنيهم، وبالقيم وأعراف التعامل بين الناس .. ولقد أتحنا لمواطني الدول الأخرى أن يتخذوا بأنفسهم القرار بالبقاء في قطر أو المغادرة، كل حسب ظروفه وإرادته". وهذا الرد القطري، الذي يمثل أرقى أنواع العلاقات الإنسانية، أتى متوافقاً مع المواد (39) و(52) و(58) من الدستور القطري.
المطلب 6 و11: إغلاق قنوات الجزيرة وغيرها
الرد القطري: "لقد حاولوا المس بمبدأ حرية التعبير، والحق في الوصول إلى المعلومة، فلا معنى لحرية التعبير إذا لم يكن لدى المواطن الحق في الوصول إلى المعلومة. واحتكار المعلومة هو الذي كسرته قطر بالثورة الإعلامية التي أحدثتها، ولم يعد ممكنا العودة إلى الخلف، فقد أصبحت هذه الثورة إنجازاً للشعوب العربية كلها".
المطلب 7: وقف التدخل في شئون الدول ومنع التجنيس
الرد القطري: "نحن نعرف أنه وجدت وتوجد حاليا خلافات مع بعض دول مجلس التعاون بشأن السياسة الخارجية المستقلة التي تنتهجها قطر. ونحن أيضا بدورنا لا نتفق مع السياسة الخارجية لبعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون، لاسيما في الموقف من تطلعات الشعوب العربية، والوقوف مع القضايا العادلة، والتمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال وبين الإرهاب، وغيرها من القضايا".
المطلب 8: التعويض عن الضحايا والخسائر
الرد القطري: "لقد وجهت بتخصيص عائدات الغاز من الاكتشافات الجديدة، التي أنعم بها الله علينا، للاستثمار من أجل الأجيال القادمة، فقد عاشت قطر برخاء حتى الآن من دونها. وقد وجهت أيضا بالعمل على الساحة الدولية لتعميق التعاون الثنائي والتوصل إلى اتفاقيات ثنائية بين قطر والدول الأخرى". وهذا يعني أن أموال قطر هي لقطر حالياً، وللأجيال القادمة، ولن نفرط بها.
المطلب 9: انسجام قطر بمحيطها الخليجي والعربي
الرد القطري: "اعتقد بعض الأشقاء أنهم يعيشون وحدهم في هذا العالم. ولقد أثبتنا أنه ثمة أصول ومبادئ وأعراف نراعيها حتى في زمن الخلاف والصراع، وذلك لأننا نحترم أنفسنا قبل كل شيء". وهذا يعني أن علاقة قطر مع الدول الأخرى شأن داخلي وتخضع لتقييم دولة قطر ومدى مصلحتها من أي علاقة مع أي دولة. أما مبادئ 2013 فقد التزمت دولة قطر بها ولكن دول الحصار خرقتها ولا تزال تخرقها.
المطلب 12: الطلبات يجب الموافقة عليها خلال 10 أيام
الرد القطري: "ونحن كما تعلمون لا نخشى من تشخيص الخطأ وتصحيحه، إننا منفتحون على الحوار لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، وذلك ليس فقط في صالح دولنا وشعوبنا، وإنما أيضا لتوفير الجهود العبثية التي تبددها دول في الكيد للأشقاء على الساحة الدولية". وأضاف الرد القطري "إن أي حل للأزمة يجب أن يقوم على مبدأين: أولا، أن يكون الحل في إطار احترام سيادة كل دولة وإرادتها. وثانيا، أن لا يوضع في صيغة إملاءات من طرف على طرف، بل كتعهدات متبادلة والتزامات مشتركة ملزمة للجميع، ونحن جاهزون للحوار والتوصل إلى تسويات في القضايا الخلافية كافة في هذا الإطار".
المطلب 13: سوف يتضمن الاتفاق أهدافا واضحة وآلية واضحة
الرد القطري: "هذا في كل الأعراف عيب: أولا لأن الادعاءات غير صحيحة، وثانيا لأنها مساس بغير حق بدولة شقيقة. ألا نعلم أبناءنا منذ الصغر أن الوشاية والكذب هما رذيلتان من أسوأ الرذائل؟"
أما باقي الخطاب فهو موجه للقطريين والمقيمين
وفي الختام نقول إن خطاب سمو الأمير المفدى شامل ودقيق، ويرد على إدعاءات دول الحصار. بارك الله لنا في سمو أميرنا المفدى لموقفه الشجاع المؤيد من كافة المواطنين والمقيمين، وبارك الله لنا في معالي رئيس مجلس الوزراء وحكومته الرشيدة بوزاراتها المختلفة ومؤسساتها، في توفير كافة احتياجات السكان خلال الأزمة، بحيث لم نشعر بالفرق في حياتنا اليومية.
والله من وراء القصد ،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع