دعم المواطنين ونادي برشلونة

 

دعم المواطنين ونادي برشلونة

دار الحديث، في مجلس أحد الأصدقاء، حول حجم ميزانية نادي برشلونة وكيف يغطي النادي رواتب لاعبيه، وبخاصة ميسي (21.2 مليون يورو)، ونيمار (14 مليون يورو)، وسواريز (10 ملايين يورو). قلت لهم هذه سياسة "الكثير يدفع للقليل". إن نادي برشلونة في عام 2016 صرف 663 مليون يورو، ولكن بسبب نشاطه الاحترافي في كرة القدم، فقد استطاع أن يجبر قطاعا عريضا بالإنفاق عليه وتأمين كل احتياجاته. فقد استطاع النادي أن يحقق إيرادات تصل إلى 695 مليون يورو (إيرادات الملاعب= 166، إيرادات النقل التلفزيوني= 181، إيرادات الرعاية والتسويق= 285، إيرادات أخرى= 63). فكما تلاحظون أن لعيبة نادي برشلونة المحترفين، الذين لا يصل عددهم إلى 30 شخصاً، استطاعوا أن يأخذوا من الآلاف المؤلفة من الجمهور المتابع لهم، ومن المصادر الأخرى، ما يحتاجونه من تمويل، بل وحققوا أرباحاً تشغيلية وصلت إلى 32 مليون يورو، بالإضافة إلى مبلغ 67 مليون يورو حسبت كإهلاكات. وفوق ذلك دفعوا ضرائب للحكومة الإسبانية بلغت 10 ملايين يورو. هذه هي سياسة "الكثير يدفع للقليل". إن إمارة دبي من الإمارات العربية المتحدة هي الوحيدة في الخليج التي طبقت هذا المبدأ، ونجحت فيه، والجميع (مواطنين ووافدين) راضون به. يبلغ عدد سكان إمارة دبي 2.3 مليون نسمة منهم 9.5 % من المواطنين، 90.5 % من الوافدين. وقامت هذه الإمارة بجعل الوافدين يقومون بالصرف على أجهزة الحكومة، وبالصرف أيضاً على سلع المواطنين المدعومة ورفاهيتهم. ولنأخذ على سبيل المثال إعادة تعبئة أسطوانات الغاز المنزلية (الحجم الصغير). إن تعبئة هذه الاسطوانات تحسب على المواطن بسعر 20 درهماً، في حين أنها لغير المواطن تحسب على أساس 58 درهماً. أما إعادة تعبئة أسطوانة الغاز في قطر فهي تبلغ 17 ريالاً لكل المستهلكين (مواطنا أو غير مواطن). مع العلم بأن سعر تكلفة تعبئة الإسطوانة يصل لحوالي 27 ريالاً قطرياً. وهذا يعني أن إمارة دبي تأخذ من الوافد 31 درهماً زيادة على سعر التكلفة لتغطية سعر البيع المدعوم للمواطن، ولتحقيق الأرباح. في حين أن قطر تهدر 10ريالات على كل أسطوانة غاز. لقد كتبت مقالات عن الهدر المالي العالي نتيجة الدعم الذي يدفع لغير مستحقيه، وفي مقال بعنوان "قطر ودعم المواطن" كتبت "أن كيس الدقيق يكلف الدولة 72 ريالا، وتبيعه للمخابز بمبلغ 36 ريالا، وتسجل خسارة تبلغ 36 ريالاً على كيس الدقيق الواحد". ولا يزال يباع كيس الخبز للمستهلكين في قطر بريال واحد فقط لا غير (سعر كيس الخبز في دبي هو 2.5 درهم). وذكرت أن قيام الدولة بدعم المواطن في الخبز سيكلفها حوالي 24.5 مليون ريال، في حين أنها ستربح أكثر من 500 مليون ريال سنوياً (انظر الشرق 28/02/2016).
وفي الختام نوصيكم يا حكومتنا خيراً بالشعب القطري. فإنه من غير اللائق أن تقوم الدولة بإعطاء المواطنين حقوقا ومن ثم تقوم الحكومة بسحبها عن طريق المخالفات المتنوعة، والرسوم، والضرائب، والفوائد البنكية. إننا نحتاج، لتعزيز الاستقرار والسلام في بلادنا، إلى نمط جديد يبنى على حاجتنا، وليس على حاجة غيرنا. إن الأسلوب الأمثل، كما أرى، هو أن تعالج الحكومة التخبط في الخطط، وأن تبتعد كلياً عن أرزاق المواطنين، وأن تقوم بتطبيق مبدأ "الكثير يدفع للقليل". إن الشعب القطري تحمل ويتحمل الكثير بسبب الزيادة السكانية الناتجة عن الاستقدام الجائر للوافدين حتى باتت تهدد رزقه بشكل مباشر. ولا يجوز يا حكومتنا الرشيدة تغطية تكاليف الوافدين بالجور على أرزاق المواطنين، إنكم قد قلبتم القاعدة فأصبح "القليل يدفع للكثير".
والله من وراء القصد،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع