لجنة العلاج بالخارج

 

لجنة العلاج بالخارج

كنت قد انتهيت من كتابة مقال حول العلاج الطبي في دولة قطر من محور قوله صلى الله عليه وسلم "إن الله لم ينزِل داءً إلا أنزل له شفاءً، علمه من علمه، وجهله من جهله". وقمت بسؤال أحد أقربائي عن المقال، وذلك لأن ما كتبته في المقال له علاقة تخصه وتخصني، وبعد النقاش المطول اتفقنا على عدم نشره بتلك الصياغة التي ربما تؤدي بالتشكك بجدوى العلاج الطبي في قطر، وقد تؤثر نفسياً على متلقي ذلك العلاج.
الشيء اللي استغربت له أنه في فترة عزاء إحدى قريباتي وفد علينا الكثير من الأهل والأصدقاء وكل له قصة غريبة مع لجنة العلاج بالخارج. فهذا قامت اللجنة بقطع فترة علاجه بالخارج قبل استكمالها، والآخر لديه موعد لمراجعة الاستشاري في الخارج وتم رفض طلبه. وآخر أصيب بمرض وهو في الخارج كسائح، أو كمرافق مع أحد المرضى ولم تستجب له اللجنة بالموافقة على علاجه، وآخر جلس ينتظر عدة أسابيع حتى وصلت الموافقة على إجراء عملية جراحية مهمة بجانب تلك التي أرسل عليها. أما أغربها أن الملحق الطبي أكد على أهمية عودة أحد المواطنين للعلاج بعد ثلاثة أشهر واستلم المريض رسالة بعدم الموافقة وهو على سلم الطائرة. وتتكرر القصص الأليمة التي يعاني منها المواطنون في تعاملهم مع لجنة العلاج بالخارج. والمشكلة أنه في كل قرار بالرفض لا يتم ذكر أي أسباب للرفض، ولكن في معظمها يكون "العلاج متوافرا في قطر". وبصراحة أقول إن الدولة لم تقصر في ضمان وصول الحقوق لمواطنيها، فقامت بإنشاء لجنة تظلمات على قرارات لجنة العلاج بالخارج. ومع ذلك يصدم المرء في تعامله مع أعضاء هذه اللجنة. فأول شيء يجب أن يكون عندك القدرة في شرح ما تريد قوله في زمن لا يزيد عن ثلاث دقائق، ومع ذلك فإن معظم قراراتها "بعدم الموافقة" وربما دون ذكر الأسباب. ولا أعرف لماذا في كل مرة أسمع فيها قصة من هذا النوع تأتي في ذهني الآية الكريمة في قوله تعالى "إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ" التوبة: 50. هل لأن أعضاء اللجنتين (الرئيسية والتظلمات)، والذين كلفهم سمو الأمير المفدى بتسهيل الأمور على المرضى، لا يريدون الخير للمواطنين؟ أم هل يصيبهم الحزن والغم إذا تمت الموافقة على أي حالة تمر عليهم؟ أو هل يظنون أنهم بعدم موافقتهم على أي مريض أنهم "بيضوا الوجه" بعدم تكبيد الدولة أي خسائر مادية، وبالأخص على أي حالة "ربما" يكون ميئوس من شفائها!!. الكل يؤمن بالقدر خيره وشره وما كان طلب العلاج، الذي هو حق لنا جميعاً، إلا لدفع قدر الله بقدر الله. فالمرض قدر ونأخذ الدواء كسبب لجلب الشفاء والذي هو أيضاً قدر. لكن، وللأسف، فإن عمل أفراد اللجنة، كما أرى، يبين أنهم لا يؤمنون بالقدر.
وفي الختام أقول، وبكل صراحة، إن اللجنتين (الرئيسية والتظلمات) طغتا في عملهما، وتجبرتا على المواطنين، وخالفتا توجيهات سمو الأمير لهما، ولهذا لابد من موقف حازم من الجهات العليا بإيقافهما، أو تغيير مسارهما. وأدعو الله ألا يوفق أي ظالم يتلذذ بالتلاعب بصحة المواطنين .. هؤلاء المواطنون الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مرضوا في دولة عم خيرها على العالم، وتناست مصلحة مواطنيها بوضع مثل هؤلاء الأشخاص عديمي المسؤولية أن يكونوا مسؤولين عليهم.
والله من وراء القصد ،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع