نهاية الكتابة الأسبوعية

 

نهاية الكتابة الأسبوعية

عندما بدأت كتابة مقالي الأسبوعي، في جريدة الشرق، كنت أتبع قوله -تعالى- "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" آل عمران: 104. وكانت المقالات متخصصة لنقد المجتمع وأداء الجهات الرسمية، بهدف تجنب العقبات التي قد تعترض تنفيذ خطط التنمية التي أرسى دعائمها سمو الأمير الوالد. ولقد كانت المقالات، في معظم الحالات، شديدة وقاسية في نقدها للسلطة التنفيذية "الحكومة"، ومن شدتها قال لي أخي الغالي أحمد بن عبدالله السليطي، رئيس تحرير جريدة الوطن السابق، "لو قدمت لي مقالاً من مقالاتك لنشره في الجريدة لما سمحت بذلك". وأتذكر حادثة أخرى عندما أقدمت جريدة الشرق على منع نشر أحد مقالاتي، وعندما وصل الخبر لسمو الأمير الوالد فما كان منه إلا أن قام بتعنيف الجريدة بشدة على ذلك، لأن هذا يعتبر، كما وصفه سموه، قمعاً لحرية الرأي. والمضحك أنه في كل مرة ينشر لي مقال، يسارع الأصدقاء بالاتصال بي ليتأكدوا من أنني لا أزال بعيداً عن أيدي "السلطة".
لقد أعلنت، منذ شهر تقريباً، أن لدي الرغبة في التوقف عن الكتابة الأسبوعية، وذلك لتكليفي بأعمال "تطوعية" لصالح المجتمع والحكومة. ولقد أزف الوقت لذلك. ولكن ذلك لن يمنعني، من خلال العمل التطوعي المكلف به أو من خلال جريدة الشرق، من الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وبمناسبة التوقف عن الكتابة الأسبوعية، والتي امتدت لأكثر من ثماني سنوات، فإني أرغب في تسجيل شكري وتقديري لكل من:
أولاً: صاحب السمو أمير البلاد المفدى الذي سار على نهج والده في دعم الحريات، وله مواقف طيبة في أخذ ما ينشر وإعادة التفكير في بعض الأمور التي صدرت أو تلك التي كانت ستصدر وكل همه خدمة الشعب الذي يتبادل معه الحب.
ثانياً: صاحب السمو الأمير الوالد الذي بدأت في عهده كتابة المقالات الأسبوعية ولم ألق منه سوى التشجيع والتأييد والمتابعة الدقيقة لكل ما أنشره، وكان سموه يتبنى بعض القضايا التي قمت بطرحها.
ثالثاً: معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الصديق الصدوق، والذي لم يتضايق يوماً مما أنشره عن حكومته، بل أجده يسارع في أخذ المبادرات الإيجابية، وكل همه البحث الجاد عن الوسائل الكفيلة بتفعيل العمل لصالح البلاد والعباد.
رابعاً: الوزراء والمسؤولون، والذين مع قسوتي عليهم في بعض المقالات، لم تتغير علاقتهم بي. وأشهد الله أنني أحترمهم وأقدرهم ولا يوجد شيء في قلبي عليهم.
خامساً: جريدة الشرق، وخاصة الأستاذ جابر بن سالم الحرمي، الذي تحمل مقالاتي ودعمني في الخير. وكنت أعتقد، قبل مزاولتي الكتابة، أن حرية الصحافة في قطر هي ضرب من الخيال، وأنه لا يوجد عندنا حرية على أرض الواقع. ولكن، والحمد لله، مساحة حرية الرأي بجريدة الشرق كبيرة جداً
سادساً: كل من تابع مقالاتي، من المواطنين والمقيمين، طيلة الفترة الماضية. ولولا دعمهم بالتأييد تارة، وبتوفير المعلومات الأساسية تارة أخرى، لما استطعت الاستمرار في كتابة المقالات. فلهم مني الشكر الجزيل.
وفي الختام أشكر الله -عز وجل- أنني استطعت من خلال مقالاتي أن أوصل صوت المواطنين والمقيمين، بقصد إصلاح الحال، إلى الجهات العليا. وإذا نجحت في ذلك فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. وأقول للمسؤولين، بمختلف درجاتهم إنني لن أكون بعيداً عنهم، فالتوقف عن الكتابة الأسبوعية لا يعني التوقف عن الإصلاح.
والله من وراء القصد ،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع