لا حياة لمن تنادي

 

لا حياة لمن تنادي

ترأس معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في 27 /5 /2015، اللقاء التشاوري الثاني مع أطراف العملية التعليمية تحت عنوان "التربية والتعليم في خدمة رؤية قطر الوطنية 2030". وتمنى معاليه "أن تنقل "لهم" الصورة والمشاكل الموجودة في الميدان التربوي والتوصل إلى حلول بشأنها". وقال معاليه "لا نملك عصا سحرية نتمكن بواسطتها من تغيير الأمور في لحظة أو دقيقة ولكن جئنا لنتشاور ونتحاور معكم من أجل الوصول إلى أفضل الوسائل والسبل التي تصب في صالح النهوض بالعملية التعليمية". وشدد معاليه على "ضرورة أن يعكس التقييم المستوى الحقيقي للطلاب حتى يتم الوقوف على المستوى الحقيقي لهم". الكلام واضح من معاليه بأنه يريد معرفة الواقع لينطلق إلى الوضع الأمثل. ولكن سعادة وزير التعليم والتعليم العالي، في نفس اللقاء التشاوري، كان يتحدث كمن لديه العصا السحرية التي لا يملكها معاليه، حيث قام، كما قال في اللقاء، بتذليل كافة التحديات في كثافة المناهج المدرسية، وزيادة الأعباء الإدارية على المعلم، وطول الدوام المدرسي، وغياب الرقابة الفعلية على المدارس الخاصة، وذلك من خلال تنفيذ حوالي 70 مبادرة لعلاج المشكلات التي تواجه العملية التعليمية. الصراحة لقد انبهرت من كلام سعادته بأنه ذلل المستحيل، وقمت بالبحث عما قاله سعادته ولكني لم أجد أي شيء تم تذليله، بل وجدت أن المشاكل زادت. فمشاكل التعليم الإلكتروني مثلاً، بدأت تخرج للعيان وذلك لعدم وجود استراتيجية واضحة لتفعيله. ونجد سعادته يفاخر بمنجزات وزارته في استلام وتشغيل 25 مبنى العام الحالي، وخطة استلام 32 مبنى العام القادم (أعتقد ان هذه منجزات تحسب لأشغال). قلنا لعل القادم أفضل. وتم عقد اللقاء التشاوري الثالث في 2 /5 /2016 تحت عنوان "إسهامات المعلم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030". وفي هذا اللقاء نجد أن معالية يتحدث عن طرق تطوير التعليم بقوله "يجب أن نقوم بتنفيذ توجيهات سموه ورؤيته بأمانة وإخلاص من خلال تجويد هذه المسيرة". وشدد معاليه على "أهمية التعاون بين مختلف أطراف العملية التعليمية لتوفير البيئة التعليمية التي تفضي إلى مخرجات نوعية تعود بالنفع على الوطن، فمستقبل قطر مرهون بنجاح مسيرة التعليم". وتمنى معاليه "أن تكون هناك تفصيلات أكثر لمعرفة طبيعة الأعباء على المدرسين وطبيعة الدوام المثالي". وطالب معاليه "بوضع معايير معينة لمفهوم البيئة التعليمية وتحديد المقصود منها حتى يتم العمل عليها وفق رؤية واضحة". أما سعادة الوزير فقد ذكر أن الوزارة تضع سياسات تربوية وتعليمية عديدة، لكنها قد لا تكفي أحيانا لتحقيق الهدف الذي وضعت من أجله (سبحان الله.. مع كل هذه السياسات الجديدة إلا انها، من وجهة نظرهم، لا تكفي لتحقيق التقدم في مجال التعليم). وذكر سعادته أن الوزارة اهتمت بقضية ضبط الغياب ووضعت قواعد للسلوك في المدارس، وشدد على أن الأصل هو أن تعمل المدارس على تعزيز القيم الإيجابية، بعيدا عن نظام العقاب، إلا أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من الصرامة في مسألة القواعد السلوكية.
وفي الختام أقول إنني ركزت على وزارة واحدة فقط كنموذج من العمل الوزاري. وطبعاً نجد أن توجهات معاليه واضحة وضوح الشمس في كبد السماء فهو يريد العمل وفق رؤية واضحة تؤدي إلى تحقيق الهدف المرسوم، أما البعض الآخر فهم في واد آخر، هدفهم بعيد كل البعد عن مصالح البلاد والعباد. وما أقول سوى: الله يعين معاليكم فأنتم كما قال الشاعر:
ولو نار نفخت بها أضاءت ** ولكن أنت تنفخ في رماد
والله من وراء القصد..

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع