وزارة التعليم وتكميم الأفواه

 

وزارة التعليم وتكميم الأفواه

"يوميات مدير عام" هو أحد الإخوة في موقع "تويتر" ممن أعتز بهم. ولقد دأب على نقد بعض أنشطة الحكومة. وفي الفترة الأخيرة كان تركيزه على وزارة التعليم والتعليم العالي بهدف المساهمة في إصلاح الوضع التعليمي في قطر لمصلحة أجيال المستقبل. وبدأ ينتقد طريقة توزيع المدارس المستقلة. وكنت أقرأ "تغريداته وتغريدات" العديد من المشاركين ولكني لم أشارك بها على أساس أنها في طريقها للزوال، إن شاء الله، مع بداية العام الدراسي القادم. ومن قراءتي لما تم نشره أدركت أن طريقة توزيع المدارس المطبقة حالياً لها أثر سلبي على التعليم في البلاد، وقد أدت إلى نوع من التسلط الفردي على الإدارة المدرسية، بمنح أحدهم، "كصاحب ترخيص"، عدة مدارس مخالفين قوله تعالى "مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ.." الأحزاب:4، ولا ننسى المثل الشعبي "صاحب البالين كذاب"، فكيف للبعض بأربعة. وأعتقد أن عدم تركيز "صاحب الترخيص" على مدرسة واحدة قاد إلى تشتت الإدارة المدرسة، رافقها ضياع المعلمين، ونتج عنه هبوط في تحصيل أبنائنا، الذي أثر وسيؤثر على مستقبل البلاد. ومن اهتمام أخينا في الله بالوضع فقد كان يُرَمِّز تغريداته بموقع الوزارة على "تويتر". وكنت أتوقع من الوزارة أن تشارك بقولها "شكراً لمساهمتكم وسنقوم بدراسة الاقتراح"، ولكن بدلاً من ذلك وصلت "تغريدة" تقول "اخرجونا من المحادثة جزاكم الله خير"، وكأن الوزارة ليس لديها الاستعداد في تلقي الآراء والاقتراحات والشكاوى. وفي خبر لوزارة التعليم في الاحتفال بتوزيع جوائز "تحدي القراءة العربي" وجد أن نماذج الشيكات التي وزعت كتب عليها "فازت/فازت" وليس "فاز/فازت". وبدأ ينتقد ما كتب، وبخاصة أن المهرجان يتعلق باللغة العربية. فوصلت "تغريدة" من الوزارة، قمة في السخف، تقول "أخي نتمى أن نستفيد من ملاحظاتك ولكن لا نجد ما يستفاد منه، شكراً لتواصلك معنا". وبعدها تم عمل حظر (بلوك) عليه، وهذا الحظر يمنع تغريداته من الظهور للقائمين على موقع الوزارة، ولكنه لا يمنع أخينا من مواصلة تغريداته عن الوزارة. واستنكاراً لفعل الوزارة قمت بعمل حظر على موقع الوزارة التي تستهين بعقلية المواطن، وممارسته حرية التعبير، بل وتطاولت على مستوى المواطن الثقافي. وبدأت التعليقات ترتفع وتيرتها. فكتب "الاصلاح": ونحن معكم بمقاطعة كل إنسان أو جهة تستهين بعقل المواطن، تقلل من شأنه، تسفه بآرائه وهدفنا الأسمى هو مصلحة الوطن والمواطن. أما خالد السادة فقال: هذا التخلف الديمقراطي بعينه.. وبلوك لحساب الوزارة. أما الوليد بن محمد فقال: غيور مثل غيره على مصلحة أبناء قطر والاختلاف لايعني الحظر. أما جواهر فقد قالت: أخبرتكم سابقاً أن هؤلاء قوم أكل عليهم الدهر وشرب. أما بدر فقد قال: وإذا كان المدير العام قد تم حظره فنحن كلنا المدير العام. وأضاف قائلاً: هذا ما يريدونه.. حتى لا تصلهم رسائل من مقترحين او مشتكين. أما "بـ صدق" (من السعودية) فقد رسم علامة تعجب: وزارة وتعطي بلوك. في حين علق جابر الكعبي: انت صوت مسموع "بتوتر" شاءت الوزارة ام أبت والبلوك لا يعني شيء. أما "قطر" فقد أكد بقوله: إننا سنقول رأي الحق طول ما نحن عائشين، وألف بلوك عادي. أما "يوميات مدير عام" فقد أكد على أن: الوزير رجل فاضل وراح يطهر الوزارة قريباً.
إن النقد، يا وزارة التعليم، ما هو إلا طريقة من طرق النصح والتوجيه ولا يتم نقد الجهات العامة إلا من شخص حريص على المصلحة العامة. ولهذا نجد أن معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يعرف هذا الأمر، فقام بفتح "إيميل" خاص به ودعا المواطنين والوافدين، من خلال إعلانات نشرت بالصحافة، إلى إرسال نقدهم واقتراحاتهم وشكواهم وطلباتهم له مباشرة. بالإضافة إلى أن معاليه متابع جيد لما يكتب على موقع الوزارة في "تويتر". ومع احترامي وتقديري لـ"يوميات مدير عام" إلا أنني أعيب عليه، ولا أنقص من حقه في النقد: 1. القسوة في النقد مخالفاً قوله تعالى "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.." النحل: 125. 2. إعادة الانتقاد لنفس الموضوع مرات عديدة. 3. استخدام بعض الصور والرسوم الكاريكاتيرية في غير مكانها.
وفي الختام نقول يا وزارة التعليم إن الانتقاد حق مشروع لكل شخص، وهذا الحق كفله الدستور القطري في ست مواد. وعليه فليس لكم الحق في تكميم الأفواه ولا مصادرة الرأي الآخر. فعليكم الاستماع وتلقي النصح ولكم مطلق الصلاحية في الرد، أو في الأخذ بالرأي أو تركه. أما ما قمتم به فهو تصرف فردي في موقع عام.
والله من وراء القصد.

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع