خدمات ooredoo .. الله بالخير

 

خدمات ooredoo .. الله بالخير

كتبت يوم الأربعاء الماضي في موقع تويتر عن سيناريوهات "عاصفة الحزم" وبعد أن أكملت التغريدات ودخلت في المناقشة مع المغردين .. فجأة انقطع إرسال "الإنترنت" من المنزل. فتحولت إلى البرود باند، وبعد فتحه وجدت رسالة مكتوبة "NO SERVICE"، يعني مش بوزك "لا توجد خدمة". فقلت هي واحدة من إثنتين إما تعرض منزلي إلى تشويش موجه بسبب ما كتبته، أو أن ooredoo، كما يحدث دائماً، قطعت الإنترنت عن بعض أجزاء مدينة الدوحة. فقمت بالإتصال برقم "111" ولكن لا مجيب. واتصلت مباشرة بجوال أحد الموظفين، وذكر لي أنه لا توجد أي مشاكل في منطقة الدفنة وأن الإرسال طبيعي جداً. فقمت بالإتصال بأحد الجيران، فذكر ما ذكره الموظف. سبحان الله ليش بيتي والبرود باند الشخصي فقط توقفا عن العمل.
إن علاقتي مع المسئولين في أوريدو علاقة طيبة، ولكن كشركة فإني أعاني منهم يومياً. إن ooredoo تعتبر نفسها، كما هو مثبت على صفحتهم "بأنها شركة اتصالات دولية رائدة، وهي أسرع شركات الاتصالات نمواً في العالم منذ 2005. وفي قطر، تعتبر الشركة الخيار المفضل لخدمات الاتصالات عالمية المستوى بالنسبة للعملاء من الأفراد والشركات والخدمات المنزلية، وتواصل الشركة العمل في بناء شبكة الاتصالات لتكون دولتنا واحدة من افضل دول العالم في مجال الاتصالات". وتوقفت طويلاً عند فقرة "لتكون دولتنا واحدة من افضل دول العالم في مجال الاتصالات". والله عيب يا ooredoo، فإلى متى هذا الاستخفاف بالجمهور؟ لو كنا لا نسافر، أو كنا لا نستخدم الجوالات والإنترنت في تلك المناطق التي نذهب إليها لربما صدقناها في هذا الإدعاء. في اليمن، وهي التي تواجه عجزاً اقتصادياً كبيراً، نجد الإرسال لا يتوقف سواء في قمم الجبال، أو في قيعان الأودية. إنني عندما أقوم بالإتصال بأحد الأصدقاء، في قطر أو خارجها، أتوقع أن ينقطع الإتصال عدة مرات. وعندما نعيد الإتصال الذي انقطع نقوم بلعن ooredoo وبلعن خدماتها، وفي هذا تأخذ ooredoo أجران، أجر من رب العالمين على الشتيمة، وأجر آخر مقابل الإطالة في المكالمة. حتى الإنترنت يمشي بالمزاج فمرة يصبح عالي الكفاءة، ومرات كثيرة يمشي كما السلحفاة. أما خارج الدوحة فحدث ولا حرج. وفي الأخير ملزمين بدفع الفاتورة كاملة، وإذا لم تدفع فإن مقص ooredoo يبدأ بالعمل على جميع الخطوط المسجلة على اسمك واحداً وراء الآخر، ويصبح لزاماً وغصباً على العميل أن يدفع وإلا قطع عن العالم. والمشكلة إنك لا تجد مفراً من استمرار التعامل معها، وبخاصة في الإنترنت، لأن لديهم احتكاراً كاملاً لهذا النشاط وذلك من خلال شرائهم حزمة صغيرة من المزود الرئيسي في امريكا. ولأن الحزمة صغيرة فهي تنتهي سريعاً إلا إذا تدخلت ooredoo في التقليل من السرعات، وهذا ما نلاحظه في فترات آخر الشهر أو في البطولات، مثل الآسياد أو المناسبات الأخرى فيكون النت في أسوأ حالاته للمستخدمين العاديين، وممتاز في خيمة أو مقر الصحفيين. من المعروف أن الإحتكار يقتل الاقتصاد، ويرفع الأسعار، ويؤدى لتدنى الخدمة المقدمة للعملاء. وبهذا فإن خدمات ooredoo والتي تدعي أنها شركة اتصالات دولية رائدة، تتميز بالقصور الشديد (حاول أن تستمع لبرنامج وطني الحبيب صباح الخير). وفي نفس الوقت تتميز بالأسعار العالية. ففي تحقيق لجريدة الراية ذكرت الجريدة أن "الصورة تبدو أكثر قتامة اذا ما استعرضنا أسعار تعرفة خدمات الاتصال التي يقدمها عدد من شركات الاتصالات الخليجية، والتي تكشف تصدر شركة الاتصالات القطرية "ooredoo" قائمة أعلى سعر للخدمات، حيث تعد تكلفة المكالمات الصادرة من قطر هي الأغلى على مستوى دول مجلس التعاون".
إن الشركات في العالم كله تعاني من بعض المشاكل في تقديم خدماتها للجمهور، ولكن الشركات المحترمة، والتي تحاول الحفاظ على عملائها، تسارع في تصحيح الخطأ بأسرع وقت ممكن، وتحاول قدر استطاعتها أن لا تتكرر تلك المشكلة، وتقوم بتعويض زبائنها عن الضرر الذي وقع، ليس حباً في ذلك، ولكن لأن للعميل الحق في مقاضاة الشركة بالإضافة إلى أن هناك تنافساً شديداً بينها وبين غيرها من الشركات. ولكن ooredoo شاطرة جداً فهي أوردت نصاً في العقود بينها وبين عملائها بما مفاده أنه "لا يحق خصم او استرجاع المبلغ المدفوع نظير توقف الخدمة". وبمعنى آخر مهما تعطلت خدمات ooredoo فإنه لا يحق للعميل طلب تعويض، وأن عليه دفع المبالغ المستحقة عليه بدون تأخير. إن ooredoo لا تهتم بالعملاء لأن الاحتكار سيجبره للرجوع إليهم وسيجبره على الدفع حتى ولو كانت القيمة غير مناسبة للخدمة.
وفي الختام أقول إنني اطلعت على القرار الأميري رقم (42) لسنة 2014 بإنشاء هيئة تنظيم الاتصالات. والقرار كله إيجابيات، ويعمل للحد من الاحتكار، ويبيح التنافس، ويحمي حقوق ومصالح الجمهور، ويؤكد على تقديم خدمات متطورة ومبتكرة ذات نوعية جيدة، وبأسعار مناسبة. ولكن كما هو الحال في كثير من القوانين والقرارات أنها لا تُفَعّل إذا كانت الجهة حكومية، أو أن الحكومة مساهمة فيها، ولو كانت شركات الإتصالات شركات قطاع خاص خالص لوَجَدَت الويل والثبور من الجهات الحكومية. إننا في قطر نعاني الأمرين، ولكننا لا نستطيع رفض خدمات ooredoo لأنه لا يوجد البديل المناسب. إن على ooredoo، إذا كانت تدعي أنها فعلاً شركة دولية رائدة، العمل على تحسين جودة الخدمات المقدمة للجمهور، وخفض أسعارها كما هو الحال في كثير من دول العالم المتقدم.
والله من وراء القصد ،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع