قيادة دولة قطر.. شكراً
قيادة دولة قطر.. شكراً
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمد والشكر لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.. كنت أعددت مقالا عن حقوق المواطنين ومماطلة الحكومة في دفع هذه الحقوق ومطالباً الحكومة بتعجيل صرف حقوق الآلاف من المواطنين.. ولكن إحدى المغردات في تويتر، جزاها الله كل خير، قامت بزف البشرى السعيدة بقرار رئيس جامعة قطر بتعديلات على سياسات الإنذار الأكاديمي وطي القيد وأرسلت لي نسخة من القرار. وفرحت جداً بهذا القرار الذي كنت في صراع مرير لسنوات عديدة مع إدارة الجامعة عليه لدرجة أنني وفي إحدى الرسائل الشهرية لسمو الأمير المفدى (فبراير 2009) تطرقت إلى العمالة المواطنة وفصل الطلبة من الجامعة بشكل موسع وكيف قامت الجامعة بتبني أنظمة لجامعات في مجتمعات كبيرة بأعداد سكانها وطبقته على دولة تشتكي من ندرة سكانها وكتبت عدة مقالات في الشرق كان آخرها بتاريخ 12 /5 /2013 بعنوان "عيوب هيكل جامعة قطر" وفيه تطرقت إلى الأنظمة المتبعة بالجامعة في الفترة الماضية وهي نفسها التي أقرتها الجامعة في تعديلاتها الأخيرة.
وفي هذا المقام فلابد من وضع النقاط على الحروف. أولاً: الحمد لله إنني لم أكن خلف هذا القرار الصائب، لا أدعي إنني خلفه وذلك لسبب بسيط جداً وهو خوفي من رب العالمين في قوله تعالى "لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" آل عمران: 188. وثانياً: ليس للمحكمة التي حكمت لصالح الطالبة ضد الجامعة أي دخل لأن الحكم صدر من المحكمة الابتدائية وتستطيع الجامعة، إذا أرادت، استئناف الحكم عن طريق محكمة الاستئناف وحتى لو حكمت محكمة الاستئناف بتأييد الحكم فهناك محكمة التمييز وهي آخر درجة من درجات التقاضي. والإجراءات في المحاكم تأخذ سنوات قبل البت النهائي في موضوع القضية لضمان أخذ أي طرف حقوقه كاملة. ثالثاً: ليس للجامعة أي دخل بهذا القرار الصائب وذلك واضح من التعميم الصادر حيث ذكر بأنه سيتم الإعلان عن الإجراءات التنفيذية لهذه السياسات خلال الفترة القادمة فلو كان القرار من عندهم لكان كل شيء جاهز في حينه ولم يذكر مدير إدارة التسجيل في تغريداته على تويتر أن "فئات التطبيق والمعايير كلها سوف تتضح خلال الأيام القادمة وأنهم يعملون على صياغة تفاصيل القرار وكذلك الإجراءات الخاصة به وبدء فصل التطبيق وهذه سوف يتم تعميمها لاحقاً". ولكل ما سبق تتضح أن الأمور أن هناك قوى فاعلة أكبر مما ذكر وفقها الله في اتخاذ هذا القرار الصائب لمصلحة البلاد والعباد.
ونأتي الآن لدراسة التعديلات على سياسات الإنذار الأكاديمي وطي القيد.
أولاً: السماح للطلبة الذين سبق طي قيدهم بسبب ضعف الأداء الأكاديمي بتقديم طلب إعادة التحاق بالجامعة اعتباراً من 1/6/2013. وهذا القرار سيصادف مشاكل عديدة منها: 1. هل سيفتح المجال لمن تم طي قيده منذ عشرات السنين؟ 2. كيف سيتم إرجاع الطلاب ممن كانوا على خطط تم إقفالها مثل الجغرافيا والتربية الفنية وما شابه ذلك؟ 3. كيف سيسمح للطلاب الذين انقطعوا أكثر من سنتين عن الدراسة؟ 4. كيف سيسمح للطلاب الذين تم فصلهم والتحقوا بمجالات عمل بالجمع بين التعليم والوظيفة؟ أسئلة لا نعرف إجابتها حتى نعرف تفاصيل تنفيذ القرار.. والخوف الشديد أن تقوم الجامعة من خلال اللجنة المختصة المشكلة من قبلها بقتل القرار من بدايته بعدم السماح لهؤلاء المفصولين بمواصلة الدراسة بالجامعة وإعطاء صورة غير صحيحة لصاحب القرار بأن الجامعة قامت بتنفيذ القرار بالكامل.
ثانياً: عدم جواز إنذار الطالب قبل استكمال 24 ساعة مكتسبة. وهذا الأمر فيه عدالة كبيرة لأن المعدل التراكمي هو من تراكم المقررات ولا يجوز إنذار الطالب إذا لم يتجاوز على الأقل فصلين دراسيين. ولكن في القرار المنشور ذكر "وإعطاء الطلبة حديثي الالتحاق بالجامعة فرصة للتأقلم مع البيئة الدراسية الجديدة.." ونأمل أيضاً أن لا يقتل القرار الصائب في مهده وذلك بتطبيق هذا الجزء على الطلبة الجدد، فالعدالة أن يطبق القرار على الجميع بدون استثناء وترفع الإنذارات عن الطلبة المنذرين بالجامعة حسب وضعهم. لأن الذي سيفصل منهم له الحق، كما ذكر بالقرار، الرجوع من خلال ما ذكر "أولاً". وإذا تم تحويله إلى اللجنة هل ستقبله اللجنة ليرجع مرة أخرى للجامعة؟ سؤال يجب أن يؤخذ بجدية.
ثالثاً: احتساب الدرجة الأخيرة وإزالة تأثير الدرجة السابقة. وأيضاً في هذا عدالة كبيرة لأن الطالب الذي مرت عليه ظروف خاصة منعته من الإجادة في المحاولة الأولى لديه الفرصة بالتعويض في المحاولة الثانية مما سينتج عنه تحسين المعدل التراكمي. وفي هذا نأمل بتطبيق القرار على جميع الطلبة سواء منهم القديم أو حديث الالتحاق بالجامعة.
وفي الختام نشكر صاحب القرار وكل من ساهم في تبيان هذا الأمر مما أدى لحل مشكلة الإنذارات وطي قيد الطلبة من جامعة قطر ونقول للجميع جزيتم خير الجزاء من رب العالمين لأنكم بهذا العمل حافظتم على مستقبل البلاد متمثلاً في المحافظة على المواطنين.. العنصر النادر في المجتمع القطري.
والله من وراء القصد،،
Comments
Post a Comment