لا بارك الله في حقوق الإنسان

 

لا بارك الله في حقوق الإنسان

عقدت ندوة بعنوان "حث الدولة على دراسة الانضمام إلى المواثيق الدولية بحقوق الإنسان" وذلك في مدينة الدوحة من 9 — 10 أبريل 2013 وتحدث فيها العديد من الخبراء الدوليين وكان التأكيد على أهمية المحافظة على الحقوق والحريات للإنسان مع عدم إهدارها تحت أي دعوى بما فيها دعوى الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمع القطري. إننا لا نختلف على أن عدم احترام حقوق الإنسان هو سبب من أسباب شقاء المجتمعات وفساد الحكومات. ولكننا، من وجهة نظري الخاصة، لا نحتاج لأي مواثيق دولية تفرض علينا حقوق الإنسان بدون مراعاة لخصوصية مجتمعنا القطري. ونقول للمجتمع الدولي اننا سبقناه منذ أمد بعيد في الاعتراف بحقوق الإنسان. فديننا الإسلامي الحنيف يؤكد على أن الناس يولدون ويعيشون أحراراً متساوين قي الحقوق، ولا يمتاز بعضهم عن بعض إلا فيما يختص بالمصلحة العامة. وحرية الناس هي إباحة كل عمل لا يتضرر أحد آخر منه. والدستور القطري المبني على الدين الإسلامي ثبت هذه الحقوق بشكل واضح لا يحتمل أي تفسير مغاير لها. والقوانين القطرية في جميع موادها لا تحرم شيئاً مباحاً ولا تمنع الشخص من مزاولة ما يريده إلا متى كان فيه ضرر للجماعة. وبشكل ملخص نقول ان حقوق الإنسان هي حقه في الحياة، حقه في الحرية طالما لا ضرر ولا ضرار، حقه في الأمن، حقه في حفظ كرامته، حقه في العدل والمساواة بينه وبين غيره. والحمد لله فإن مجتمعنا القطري، بالدين الإسلامي والأعراف والتقاليد المتوارثة، عرف حقوق الإنسان والحريات وما يسمى بالديمقراطية قبل أن تقرها مواثيق الأمم المتحدة.

وبمراجعة المواثيق الدولية نجد أن بعض النصوص لا تخالف فقط ما درجنا عليه في المجتمع القطري المسلم الذي يصفه الدستور القطري بأنه المجتمع العربي المسلم بل وتعدت عليه فقد وصلت لأمور عديدة يرفضها المجتمع القطري. والمشكلة أن ما أخشاه أن تؤثر مثل هذه الندوات والمؤتمرات في كبار المسئولين في قطر وينتج عنها قبول تلك المواثيق الدولية وبناءً عليه تقوم الدولة بإصدار القوانين المؤيدة والملزمة لذلك كما حدث في بعض الدول الإسلامية والعربية وللأسف أن بعضها خليجي. وللتدليل على ما نذهب إليه من قول نورد بعض الأمثلة المؤسفة والتي بدأت تنتشر بسرعة في مجتمعاتنا بسبب المواثيق الدولية. فأول مثال على ذلك، بسبب تلك المواثيق والافتتان بالعادات الغربية، هو الشذوذ الجنسي الذي بدأ يأخذ شكله العلني لدرجة أن دولة (...) الخليجية تخرج فيها مظاهرات للشواذ جنسياً، كما هو الحال في الغرب، تجوب الشوارع علناً وفي وضح النهار رافعة الرايات ومطالبة بحقوقها القانونية والاجتماعية. وللأسف لم نشاهد أي ردة فعل عكسية من ذلك المجتمع لهذه الظاهرة الغريبة عن بناء المجتمع الخليجي. أما في مجال حقوق الإنسان فإن الوالد، في الوقت الحالي، لا يستطيع تربية أولاده فمجرد رفع الأب يده ليؤدب ابنه تهب قوات الأمن القطرية مسنودة بالقوات المسلحة العالمية لتأديب هذا الأب الذي لا يحترم حقوق الإنسان لأنه تجرأ على رفع يده على ابنه ليؤدبه. وبهذا فإن حديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم "مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر" يجب أن لا يدرس في المدارس ولا يطبق في المجتمع بل يحفظ في الكتب فقط لأن تطبيقه يعتبر مخالفا لحقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة ووافقت عليها دولة قطر. هذه بعض النماذج مما يدخل فيما يعرف بحقوق الإنسان ولو ذكرنا النماذج السلبية الأخرى فإننا نحتاج إلى صفحات عديدة من صفحات الجريدة لسردها فقط وليس لتحليلها. أما الملاحظة الثانية على هذه الندوة التي رعتها دولة قطر وصرفت عليها وعلى ضيوفها أنها لم تناقش حقوق المواطن بل ركزت على حقوق الوافدين. فجعلتهم هم أصحاب الحق والتبجيل والتقدير ولهم فعل ما يشاؤون بدون حسيب ولا رقيب. لدرجة أن أحد المشاركين في الندوة سأل أين هي حقوق المواطن فتمت الإجابة عليه بأن كل المواثيق الدولية لم تخصص أي بند للمواطنين. ولهذا عرفنا لماذا كل من يأتي من الوافدين شاكياً على المواطنين نجد وزارة العمل ووزارة الداخلية في صفه ضد المواطن.

إن المعاهدات الدولية، كما هو معروف، فيها الجيد وفيها السيئ ونحن لا نختلف على أهمية تنفيذ الصالح منها والذي لا يتعارض مع ديننا الإسلامي وأعراف مجتمعنا المحافظ. لأننا، في الأول والأخير، نريد المجتمع القطري مجتمعا تقيده الأخلاق الحميدة التي يأمر بها ديننا الحنيف وليس مجتمعاً لا يخاف الله بل يخاف من الدول الكبرى المهيمنة على العالم وتقيده المواثيق العالمية للأمم المتحدة فيما يعرف بحقوق الإنسان.

وفي الختام أقول وبصوت عال إذا كانت حقوق الإنسان العالمية سوف تجلب علينا ما ذكر من نماذج وغيرها مما يقوض أركان المجتمع القطري فنحن نقول لا بارك الله في حقوق الإنسان ونحث الدولة على عدم الانضمام إلى المواثيق الدولية لحقوق الإنسان بل ورفض ما تم إقراره.

والله من وراء القصد..

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع