اليوم الوطني .. الواجب والأمنيات

اليوم الوطني.. الواجب والأمنيات

تشهد دولة قطر بعد غد (يوم الثلاثاء) احتفالات اليوم الوطني، أعاده الله على قطر بالعزة والرفعة. وفي هذا اليوم يتم تذكر إسهامات الأجداد الذين بذلوا كل ما يمكن أن يبذله المواطن من طاقة وجهد مما حقق لهم إرساء دعائم دولة قطر الحديثة. وعندما أستعرض تطور تاريخ قطر أستطيع القول أنه لا توجد قبيلة أو عائلة قطرية إلا ولها اسهاماتها في تأسيس هذا الوطن المعطاء، جمعتهم في تحقيق أهدافهم الأخلاق الإسلامية الكريمة من العفو والتسامح والإخاء والمودة، وهذا ما يؤكده اليوم الوطني الذي يعني توحد أهل قطر باسم واحد وقلب واحد وأمل واحد.

إن اليوم الوطني لبلادنا فرصة ممتازة لتجديد الولاء والانتماء لهذا البلد الطيب وللأساس الذي تأسس عليه. وهنا لا أقصد بالولاء والانتماء هو التنافس بين المواطنين والمقيمين بإظهار فرحتهم في يوم 18 ديسمبر من كل عام فقط، فهذا في الحقيقة لا يسمن ولا يغني من جوع، بل أقصد بذل المزيد من الجد والاجتهاد، والعمل المخلص الدائم مع قيادتنا الحكيمة، حتى نواصل البناء والعطاء، مما سيعمق معنى الانتماء لهذا الوطن. إننا في هذا اليوم الوطني نؤكد على أهمية:

أولاً: قيام المسئول بتنفيذ القسم الذي يؤديه أمام ولي الأمر قبل تسلمه منصبه وبالأخص الإخلاص واحترام الشريعة ومراعاة مصالح الشعب رعاية كاملة وأن يجعل رب العالمين أمامه في كل فعل يقوم به، وأقترح أن يطبق مثل هذا القسم على كل موظف مهما كانت درجته الوظيفية.

ثانياً: قيام الحكومة بمسؤوليها بإتاحة الفرصة لأبناء الوطن لتحقيق معنى الانتماء للوطن، وتنشئتهم على حب العمل الجاد، ودعوتهم للمشاركة في مختلف القضايا الاجتماعية، ومنحهم الثقة في أنفسهم للنقاش والسؤال والحوار الجاد، والمشاركة الفاعلة ووضع الحلول، حتى يتحقق ارتباطهم بالوطن، ويصدق انتماؤهم له.

ثالثاً: أن يحب المسئول وطنه وشعبه وأن يترجم هذا الحب بالقول والفعل والجهد انطلاقاً من قول رسولنا الكريم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".

رابعاً: أن يكون المواطن القطري هو المحور الرئيسي في كل خطط وبرامج التنمية المستدامة والحد في نفس الوقت من هيمنة غير المواطنين على مقدرات البلاد.

خامساً: أن تكون التنمية التي تشهدها البلاد هي من المواطن وإلى المواطن وأن لا يهمش دوره لأي سبب كان ويجب على المواطن فهم دوره الحقيقي في الخطط والبرامج.

سادساً: على المواطن أن لا يدخر جهداً بكل ما يملك من طاقة لتحقيق الرؤية الشاملة للنمو والتنمية بالمزيد من العمل الجيد والمخلص في جميع الميادين.

أما الأمنيات في هذا اليوم الوطني فهي كثيرة ونسأل رب العالمين أن يقوم المسؤولون بترجمتها كخطط لمزيد من التلاحم بين أهل قطر مع بعضهم البعض ومن هذه الأمنيات:

• أن تسدد الديون المتعثرة للمواطنين غير القادرين بأسلوب القرض الحسن وبالطرق التي نشرت في مقالات عدة بجريدة الشرق.

• أن يتم تعيين كل مواطن عاطل في المكان المناسب وأن يتم إعادة تأهيل المواطنين بدلاً من تحويلهم إلى التقاعد القسري وأن تختفي قوائم المتقاعدين القادرين على أداء العمل.

• أن يتم منح الأراضي للمواطنين بالسرعة القصوى وأن تختفي قوائم الانتظار حتى نضمن الاستقرار النفسي والبدني والاقتصادي للمواطنين.

• أن يتم الاختيار الدقيق للكادر الطبي لترتقي الخدمات الطبية وتختفي أخطاؤها لضمان صحة المواطن.

• أن ترتقي مستويات الطلبة بالتعليم الجيد الهادف وأن تنتهي التجارب التعليمية على أجيالنا القادمة.

• أن لا يحزن المواطن الفقير وهو يرى موارد الدولة المالية الضخمة تذهب يميناً وشمالاً وهو لا يستطيع تدبير قوت يومه إلا بمساعدة الأيادي الطيبة.

• أن تزيد رواتب الشؤون الاجتماعية بما يحفظ كرامة من يتلقاها.

• أن يحاسب المسؤول المقصر في عمله أياً كانت درجته الوظيفية وأن يعفى من منصبه فور ظهور أي تقصير.

• أن تعود الحقوق لأصحابها وتحل مشكلة بيوت البر.

إن اليوم الوطني ليس يوماً واحداً في العام، ولا ينحصر في وقت متكررٍ كل عام ينتهي بانتهاء يوم 18 ديسمبر ولكنه يوم يمتد طيلة العام ويتكرر في كل سنة وليعلم الجميع أن الانتماء لدولة قطر وحب ترابها والتفاني في خدمتها هو واجب شرعي وعلى أبناء قطر وبناتها الوفاء والسعى كل واحد منهم بما يحسنه من عمل ويستطيعه من جهد وأن يحافظ على أمنها ويسعى لإسعاد إخوانه على هذه الأرض المعطاءة ليكون سبباً في شكر نعمة الله على أنه ينتمي إلى قطر.

وفي الختام أتمنى في هذا اليوم الوطني أن تعود الوالدة من رحلتها العلاجية بصحة وعافية

والله من وراء القصد،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع