لقراء مقالاتي بالشرق .. مع السلامة

لقراء مقالاتي بـ "الشرق".. مع السلامة

لقد قمت باسترجاع مسيرتي في جريدة الشرق ووجدت أن أول مقالة قمت بكتابتها، غير اللقاءات الصحفية، كانت بعنوان "بداية المشكلة.. لجنة بيوت البر" التي نشرت بتاريخ 28/1/2009 وأتذكر كلمات أخي رئيس التحرير عندما قال: يا دكتور نحن والجريدة سنكون لك داعمين إذا كانت هناك مظلمة وقعت عليكم. وفعلاً كان أكثر من أخ ونشر عدة مقالات في نفس الموضوع مما نتج عنه قيام القيادة الحكيمة بتبني موضوع شريحة كبيرة من المواطنين وأمرت بإلغاء لجنة بيوت البر السابقة وأحالت الموضوع إلى لجنة خاصة وكان من نتائجها أن عرض الموضوع على مجلس الشورى لأخذ توصياته التي كانت مؤيدة لمطالب المواطنين.

ووجدت أن الصحافة الجادة والواعية هي السبيل لتوصيل المظالم لولي الأمر أو لكبار المسئولين وشجعني أخي رئيس التحرير في الدخول إلى هذا المضمار وكانت أولى المقالات بعنوان "سمو الأمير... وتوجهات حكومته الرشيدة" وذلك عندما وافق سعادة القائم بأعمال وزير الأعمال والتجارة على زيادة اسعار المشروبات الغازية من ريال واحد إلى ريال ونصف الريال وتم نشرها بحرية مطلقة بتاريخ 8/3/2010. واستمرت المقالات في الوصول لجريدة الشرق وكل مقالة كانت عبارة عن بحث متكامل لها مصادرها ومراجعها التي تؤيد الموضوع المطروح. وكان بامكان أخي رئيس تحرير الشرق، والحق يقال، أن لا ينشر مثل المقالات التي أقوم بإرسالها لطرف الجريدة، ولكن لإيمانه بأهمية الكلمة الصادقة كان يشجعني أن استمر بالكتابة لدرجة أن الكثير من المقالات كانت تتعدى في طرحها الخطوط الحمراء التي رسمتها الجريدة بدرجات كبيرة ومع ذلك كان يبتسم في وجهي ولا يبدي اي امتعاض اللهم المرة الوحيدة التي حجب رئيس التحرير إحدى المقالات كانت بعنوان "زيادة سعر المنتجات البترولية" عندما رفعت شركة قطر للوقود أسعار المنتجات البترولية في السوق المحلي. وتحادثنا مع بعضنا البعض وبين الأسباب الجوهرية لحجب المقالة. وعلى إثرها كتبت مقالة في هذا الموضوع بعنوان "حرية الصحافة وصحافة الحرية" تهاجم الجريدة ومحاربتها لحرية الرأي وأذكر فيها رئيس التحرير بأني لا أقصد التشهير بأي جهة وليس هدفي خلق أي بلبلة اجتماعية أو سياسية بل القصد الرئيسي من المقالات هو ضمان تحسين أداء المجتمع وتجنب العقبات التي قد تعترض تنفيذ خطط التنمية التي أرسى دعائمها سموالأمير المفدى. وأذكر رئيس التحرير بأن مكانة سمو الأمير المفدى لدى جميع أفراد الشعب القطري كبيرة جداً، فهو الأمير الذي أجمع عليه كل المواطنين ولا يرضون عنه بديلاً وهو القاضي الذي نرضى بحكمه والقائد والأب والأخ وأن طاعته ملزمة لمن يؤمن بالله واليوم الآخر. ومع ذلك ولإيمان رئيس التحرير بحرية الصحافة قام بنشرها بتاريخ 6/2/2011، وفي نفس الوقت قامت جريدة "البننسولا" بترجمة أجزاء منها ونشرتها.

وفي الأخير قمت بكتابة مقالة بعنوان "يا فرحة ما تمت" وذلك عندما لاحظت أن هناك فئة من المواطنين لم يهتم بهم أحد وهم "فئة العاطلين" وهي الفئة القادرة على العمل وترغب في الحصول على أي نوع من العمل ولكن لأسباب كثيرة لا يحصلون على العمل ويصبحون بذلك عالة على أسرهم، وللأسف فقد نشرت مشوهة بتاريخ 1/7/2012. وكنت أعتقد أن ما جرى هو غلطة طباعة لا أكثر ولا أقل ولكني صدمت بأن ما حدث هو من الجريدة فلقد قامت بحذف ما يعادل ثلث المقالة. وقمت من فوري بكتابة مقال بعنوان "تكملة موضوع يا فرحة ما تمت" أتساءل عن الأسباب التي أدت لتشويه المقال. ولكن صدمة أخرى وصلتني من أخي رئيس التحرير يقول فيها "لكل مؤسسة إعلامية سياستها التحريرية وهذا ليس عيباً ولا ينقص منها وهو معروف في كل الوسائل الإعلامية العالمية.. ". وأعتبر أن هذه العبارة هي صدمة حقيقية أتت من أخ أعتز به، والسبب في ذلك يرجع إلى أنه كان لي، ولغيري الكثير، عوناً لقول الحقيقة مهما قست أو اشتدت طالما توافرت شروط قول الحقيقة من حيث إثبات صحة الوقائع المتعلقة بالموضوع المعالج. ولأول مرة لم يبين لي رئيس التحرير الأسباب الحقيقية التي أدت لهذا الأمر بل اكتفي بقوله "إنها لا تتفق مع سياسة الجريدة".

وقبل الختام فإنني لست بجاحد ولا أنكر وقوف جريدة الشرق طيلة الفترة الممتدة من 28/1/2009 وحتى1/7/2012 معي يؤازرونني ويصححون لغة مقالاتي وفي أحيان يخففون من قوة اندفاع عباراتي، بعد مشاورتي، حتى لا يحدث أثر عكسي، من الجهات المعنية، لما أرغب في تحقيقه لصالح المجتمع. ولهذا كله أتقدم بالشكر الجزيل لرئيس التحرير ولجميع المتعاونين من جريدة الشرق ونقول لهم بارك الله فيكم وسدد رب العالمين خطاكم لما فيه صالح البلد والمجتمع وسوف أظل أخاكم وصديقكم على الدوام. الشكر الجزيل يمتد ليشمل جميع القراء الكرام، من المواطنين والمقيمين، الذين كانوا ينتظرون يوم الأحد بفارغ الصبر للحصول على نسخة من الجريدة ووصل الأمر ببعضهم أن يقوم باللف على عدة أماكن للحصول على تلك النسخة. ونشكرهم على تشجيعهم وتعليقاتهم، سواء كانت ايجابية أو سلبية، على كل مقالة. وأعدهم بأني سوف أستمر في مناصرة الحق.

وفي الختام فإني أبشركم، بعد سنوات من العطاء، بأني تقاعدت، باختياري، من الجامعة ومن جريدة الشرق.

والله من وراء القصد،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع