الممرضات وضغط الدم

 

الممرضات وضغط الدم

نشرت بتاريخ 11/3/2012

قبل عدة أشهر ألمت بأخيكم في الله وعكة صحية وبغرض الحفاظ على ما تبقى من الجسد المنهك فقد قمت بالذهاب "طوعاً" إلى مستشفى حمد العام لمقابلة بعض الاستشاريين. وبدأت الأوراق تكتب من قبل هؤلاء الاستشاريين، وكلما كتبت ورقة سحبت منا كميات معتبرة من الدم تكفي لتوزيعها على أهل الفريج. وبهدف الوصول إلى التشخيص النهائي، فقد طلب مني الاستشاري أن أداوم يومياً بالمركز الصحي ولمدة أسبوع لفحص ضغط الدم ومستوى السكر. وقمت، من خلال المنزل، بتسجيل كل القراءات، ولكن الاستشاري أصر على ذهابي للمركز الصحي الذي أتبع له لأن هناك نسبة من الخطأ في بعض القراءات الالكترونية مقارنة بالقراءات اليدوية. وفي الأسبوع المحدد كنت أذهب إلى المركز الصحي الواقع في مدينة (..) الشمالية ويتم قياس ضغط الدم من أخوات فاضلات ولكن الصدمة التي أعتقد أنها رفعت من ضغطي حدثت في اليوم الخامس عندما ذهبت، مثل العادة، إلى المركز وعند دخولي لغرفة الممرضة وجدت ممرضة أخرى غير التي تعودت عليها. فالأخت كانت مغطاة بالكامل بأكثر مما يتطلبه الحجاب الإسلامي والمشكلة أنها جالسة لفحص من يأتي إلى المركز من الرجال. وطلبت من الممرضة قياس ضغط الدم يدوياً وذلك حسب طلب الاستشاري. ولكن أختنا في الله، وحتى لا تلمسني بيديها المغطيتين بالقفاز القطني الطويل الذي يضر المرضى ولا ينفعهم، أصرت على القياس بالجهاز الإلكتروني والذي، حسب رأي الاستشاري، قد يعطي قراءات بها نسبة من الخطأ مقارنة بالجهاز اليدوي. وبعد أن تجادلنا، قالت سوف أقيس بالجهاز الإلكتروني أولاً ومن ثم بالجهاز اليدوي. فقلت بما أنك لديك الاستعداد باستخدام الجهازين فالرجاء الاكتفاء بالجهاز اليدوي. وأصرت أختنا الفاضلة على رأيها مما أجبرني على مغادرة الغرفة بدون قياس الضغط. بارك الله فيكم يا مركز مدينة (..) الشمالية على حسن المعاملة المغلفة بالطابع الإسلامي.

 

إن مفهوم العملية التمريضية، كما أعرفها، هي خدمة صحية تقدم للمريض من قبل الممرضين أو الممرضات وعليهم تنفيذها حسب أوامر الطبيب. وعلى فريق التمريض أن يعامل المراجع أو المريض كأهم شخص في حياتهم المهنية وأن العلاقة التي تربطهم بالمريض هي الأمانة والنزاهة والمحافظة على كرامتهم واحترام خصوصياتهم. ومن أخلاقيات التمريض احترام حقوق الإنسان لكل مريض وخلق علاقة تعاونية معهم.

 

إنه من المهم أن ترتدي الممرضة الحجاب كما فرضه ديننا الحنيف وللممرضات كامل الحرية في ارتدائه مثلهن مثل أي فتاة أو سيدة ولا أعتقد بأن الحجاب الشرعي يعوق العلاقة بين المريض والممرضة ولكن يجب أن لا يشكل هذا العمل ضررا على المريض ولا ضراراً لحرية الممرضة. ولنسرد بعض الحقائق:

·        المريض يحتاج إلى تفاعل نفسي وملامح الوجه والتعبير من أهم العوامل التي تؤثر على نفسية المريض

·        لابد أن تكون الممرضة ملتزمة بالزى الرسمي ووضع بطاقة عمل على ملابسها به اسمها وصورة وجهها واسم المركز التابعة له

·        يجب عليها إظهار شخصيتها أثناء التواجد بالعمل، وذلك للتأكد من شخصيتها وسداً لذريعة التزوير وانتحال الشخصية

·        أن ارتداء النقاب يخالف الاشتراطات الصحية والأعراف الطبية والحقوق الإنسانية للمريض فالممرضة لها زى متعارف عليه وله شروط معينة لضمان النظافة وسرعة الحركة وعدم انتشار العدوى فالقفاز الذي كانت ترتديه تلك الممرضة، على سبيل المثال، كان من النوعية الذي يساهم في نقل الميكروبات والجراثيم وليس قفازاً طبياً يتم استبداله بعد فحص كل مريض

 

إن النقاب هو حرية شخصية لكل فتاة أو سيدة أما إذا اختارت المرأة الخروج للعمل العام وبالأخص في مثل هذه المهن الإنسانية فيجب، حسب رأيي واعتقادي، الاكتفاء بالحجاب الإسلامي وكشف الوجه حتى يعرف المريض من سلم له جسده المريض أمانة بدون أن يسألها لماذا وكيف؟ أما إذا وجدت الممرضة حرج في لبس الحجاب ونزع النقاب أمام الرجال فعندها لا يوجد إلا أن:

·        تقوم إدارة المركز الصحي بتحويلها، إن وجدت فرصة، للعمل من قسم الرجال إلى قسم النساء، أو

·        أن تغير الممرضة مجال عملها من علاقة مباشرة بالمرضى إلى أعمال سكرتارية أو أعمال مشابهة، أو

·        أن تعود للمنزل وتحصر نشاطها في مجال أسرتها لأن من أفتى لها بالنقاب أفتى لها في نفس الوقت بالقرار في البيت فقال تعالى ""وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ .." النور: 31. وقال الله تعالى في سورة الأحزاب (الآية: 33) "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى .. "

 

وفي الختام نقول بأن التمريض مهنة إنسانية نبيلة ودور الممرضة لا يقل أهمية عن دور الطبيب في علاج ورعاية المرضى وعلى ذلك يجب أن تتمتع الممرضة بصفات عديدة من أهمها الاهتمام بالناس والرغبة في تلبية حاجات الآخرين.

 

***

وفي هذا المقام فإني أرغب بتسجيل شكر خاص لمدير ومساعد مدير الإدارة العامة لجوازات المنافذ وشئون الوافدين بوزارة الداخلية على حسن اختيارهم للضباط والأفراد العارفين بواجباتهم ومسئولياتهم، ولقيامهما بتطوير العمل لضمان حسن وسرعة إنجاز المعاملات بالإضافة إلى إنشاء مركزاً خاصاً مزوداً بكل وسائل الراحة لتخليص معاملات كبار السن وأصحاب الحاجات الخاصة بعيداً عن زحمة المترددين على هذه الإدارة من جميع الجنسيات. ولكل ذلك نقول لهم ولجميع المنتسبين لهذه الإدارة بارك الله لنا فيكم جميعاً وبارك الله لنا في سعادة وزير الدولة للشئون الداخلية الذي عرف من يختار لهذه الإدارة.

 

والله من وراء القصد ،،

 

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع