المجلس الأعلى للتربية .. شكراً .. ولكن

المجلس الأعلى للتربية.. شكراً.. ولكن

بدأ العد العكسي على وجودي في الجامعة وبدأنا في تجهيز كراتين المغادرة، ومن المتوقع أن أغادر الجامعة، مع أن سن التقاعد بالجامعة قد تم رفعه، في نهاية هذا العام الجامعي للدخول، مع من سبقني من الإخوان، إلى بند المتقاعدين. وعندما كنت أعد ملخصاً عن مشواري بالجامعة وردنا بتاريخ 24/1/2012 من وكالة الأنباء القطرية (قنا) الخبر التالي (بتصرف):

أصدر المجلس الأعلى للتعليم قراراً ليطبق بجامعة قطر يقضي: 1. ضرورة أن تكون لغة التعليم هي اللغة العربية. 2. الدراسة باللغة العربية في كلية القانون وكلية الإدارة والشؤون الدولية والإعلام. 3. إلغاء البرنامج التأسيسي. 4. قبول الطلبة مباشرة في البرامج الدراسية. 5. احتساب مقررات التأسيسي المكتسبة ضمن متطلبات الجامعة. 6. إرجاع الطلبة المجمد قيدهم بسبب عدم استيفائهم شروط القبول في البرامج المحددة

وأول ما قرأنا الخبر حمدنا الله حمداً كثيراً أن استجيبت دعوات جريدة الشرق وكتابها ولا ننسى في نفس الوقت ابتهال الطلبة وأولياء أمورهم إلى رب العالمين بخصوص جامعة قطر واللغة العربية. ولقد قلنا من قبل، في مقالات سابقة، إنه من المهم المحافظة على كل العناصر البشرية القطرية بسبب ندرتها وأن القوى البشرية المحلية لا تحتاج اللغة الإنجليزية في تأدية المهام الوظيفية في غالبية الوظائف. وبهذه المناسبة فإننا، وبصوت أهل قطر كلهم، نشكر سمو رئيس المجلس وسمو نائبة رئيس المجلس وأعضاء المجلس على هذه البادرة الطيبة التي أفرحت وأسعدت المواطنين والمقيمين بدولة قطر. ومع هذه السعادة الكبيرة من قرار المجلس الأعلى للتعليم إلا إن المجلس مطالب بالكثير من القرارات الشجاعة ويأتي على رأس القائمة القواعد المنظمة لإعادة المقررات وحساب المعدل التراكمي.

لقد مرت جامعة قطر في طريقة حساب مقررات الإعادة بثلاث مراحل مختلفة:

• المرحلة الأولى يتم حساب تقدير (د) للمقرر المعاد مهما تكون درجة النجاح في الإعادة مع عدم حساب الدرجة والساعات المعتمدة بمحاولات إعادة مقرر الرسوب في المعدل التراكمي

• المرحلة الثانية وفيها كان يتم حساب درجة المحاولة النهائية لمقرر الإعادة مع عدم احتساب المحاولات السابقة لمقرر الرسوب في المعدل التراكمي

• المرحلة الثالثة وهي الحالية فيتم إعادة المقرر مع بقاء درجة الرسوب وتدخل ضمن حساب معدله في السجل التراكمي إلى جانب درجات الإعادة

ومن مقارنة طرق الحساب بمراحلها الثلاث يتضح بأن أفضل أسلوب لحساب المعدل التراكمي لطلبة الجامعة والمتبع في كثير من جامعات الدول المتقدمة هو ما جاء بالمرحلة الثانية حيث ان هذه الطريقة تساعد في عملية تحسين ورفع معدلات الطلبة التراكمية ويرفع عنهم ما قد ينالونه من إنذارات بطي القيد. أما الأسلوب المطبق حالياً ففيه، من وجهة نظري، ضرر بالغ يقع على الطلبة فمهما أحرز الطالب من درجة في الإعادة، وبالذات إذا أعاد الطالب المقرر أكثر من مرة، فسوف يؤخذ متوسط عدد درجات الطالب والتي لن تصل في أحسن حالاتها عن مقبول مما ينتج عنه تسريع حصولهم على الإنذارات الفصلية والتراكمية وهذا الأمر يقودهم في النهاية إلى الفصل من الجامعة ومن ثم حرمان المجتمع من قوى عاملة قد تسهم مساهمة فاعلة في مجتمع يعاني من نقص خطير للقوى البشرية

أما حساب الإنذارات التراكمية المؤدية للفصل فهي قصة محزنة يمر عليها الطالب في الوقت الحاضر. ففي السابق كان يفصل الطالب من الجامعة عندما يحصل على ثلاثة إنذارات متتالية بدون حساب إنذار الفصل الأول وإذا قام الطالب برفع معدله التراكمي فإن الإنذارات السابقة تحذف كأنها لم تكن ولا يتم الاعتداد بها أو حسابها على الطلبة وذلك قياساً على الحديث النبوي الشريف "الإسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما قبلها". أما ما يتبع في جامعة قطر في الوقت الحاضر وكما ورد في نص كتيب الطلبة "وفي حالة ما إذا لم ينجح الطالب في رفع الإنذار الأكاديمي لفصلين دراسيين متعاقبين أو لثلاثة فصول منفصلة فتكون النتيجة هي طي قيد الطالب من الجامعة وذلك عند الإنذار الثالث المتتالي أو الرابع المتقطع". إن هذا الأسلوب فريد في نوعه في دولة تعاني من نقص العمالة المواطنة حيث يتم اعتبار وحساب لكل ما حصل عليه الطالب من إنذارات سابقة كأنه وشم على جبين الطالب غير قابل للزوال. إن الجامعة بتبني هذه الطريقة فإنها بصورة أخرى تتبنى التسريع في طي قيد الطلبة مع العلم بأن الفصل الأول في الجامعة، حسب الأعراف الجامعية العالمية، هو فصل بدون معدل تراكمي. والعجيب في القواعد المنظمة لحساب الإنذارات في جامعة قطر بأن أي طالب قد يتعرض للفصل من الجامعة حتى لو لم يرسب في أي مقرر من مقررات الجامعة وذلك عن طريق إحراز درجات النجاح بمتوسط مقبول علماً بأن درجة مقبول في الجامعة هي درجة نجاح وليست درجة رسوب، ومع ذلك فإن الطالب المسكين لا يستطيع رفع قضية على الجامعة بسبب فصله من الجامعة بدون أن يرسب في أي مقرر.

وفي الختام نقول إن من أوصاف المتقين هو العفو عن عباد الله رحمة بهم، وإحساناً إليهم وكراهة لحصول الشر عليهم، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالصفح والعفو، قال تعالى "فَبِمَا رَحْمَة مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ.." آل عمران: 159. وإلى المزيد من القرارات الإيجابية يا مجلسنا العزيز حفظكم الله.

والله من وراء القصد،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع