أحداث سعيدة لأيام أسعد

أحداث سعيدة لأيام أسعد

لقد شهد الأسبوعان الماضيان، الكثير من الفعاليات من مؤتمرات عالمية، ومنافسات رياضية، والتجهيز لليوم الوطني ببرامجه المختلفة، مما جعلنا نتعايش مع دولة حية نشطة في حركة دائمة. والعجيب أن تلك الفترة مرت وكأنها لحظات يسيرة من عمر الزمن.. وفي خضم الانشغال الشديد بهذه الفعاليات غاب عن ذهني إرسال مقالة الأسبوع الماضي لجريدة الشرق.. وعليه فإنني أتقدم للقارئ العزيز بالاعتذار الشديد عما حصل، وفي نفس الوقت الاعتذار يمتد ليشمل القائمين على جريدة الشرق الذين كانوا ينتظرون المقالة لوقت متأخر.. وللكل أقول إنني آسف أشد الأسف.

وفي الحقيقة لقد عشنا فرحة كبيرة في اليوم الوطني وشاركنا فرحتنا في هذا اليوم جميع الشعوب الحرة من الوطن العربي وبصورة خاصة أهل الخليج الطيبون وبصورة أخص أهل الإمارات "الغاليين". وبهذه المناسبة نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك لصاحب السمو أميرنا المفدى وولي عهده الأمين وللشعب القطري الكريم.

إنني أعلم، كما يعلم غيري، أن هناك جنوداً من وراء الكواليس، عملوا جاهدين في الأسبوعين الماضيين لنحصد هذا الخير في أروع أشكاله ولهؤلاء نقول لهم شكراً جزيلاً وشكراً خاصاً لأخي العزيز سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس اللجنة العليا المنظمة لدورة الألعاب العربية، الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية على الجهود الجبارة التي بذلها وسخرها لإنجاح الافتتاح والمنافسات لهذا المهرجان الرياضي. والشكر الخاص موصول أيضاً لأخي سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية على حسن المتابعة وروعة التنظيم لكل تحركات الجهات الأمنية التي حفظت النظام العام وسهلت الانسيابية المرورية بأروع أشكالها.

ولكن وضمن هذه الأحداث الجميلة والرائعة نجد أن هناك بعض الأحداث قد عكرت المزاج ومن أهمها ما رأيته شخصياً من أحد أفراد قوة الأمن الداخلي (لخويا) الذي كان يصرخ على أحد الشياب (كبير في السن) ويتوعده قائلاً بصوت يسمع على مسافة كيلومتر: أنت أصمخ ما تفهم.. قلت لك قرب السيارة جنب الخط وإلا سوف.. (لم أسمع ما هو التهديد الذي يرغب في تطبيقه على الشيبة) والشيبة مسكين منحرج من ركاب السيارات اللي جنبه واللي خلفه. فما كان من الشيبة إلا أنه تحرك مطأطئ الرأس مسافة 30 سنتمترا ليصل إلى جنب الخط المطلوب (يا للعجب.. كل ذلك من أجل 30 سنتمترا). إنه لمن المؤسف، في هذه الأيام السعيدة، وجود مثل هؤلاء الأفراد الذين لا يحترمون كبار السن في مجتمع يدين بالإسلام. إنني لا ألوم سعادة وزير الدولة ولا ألوم العسكري ولكني ألوم المسؤولين المباشرين الذين يعرفون طباع هذا العسكري ويسمحون له بالاحتكاك بالجمهور، والذين بدورهم يجبرون العسكري بالدوام من الساعة الرابعة فجراً إلى ما بعد صلاة العشاء مما يجعلهم على أعصابهم وقابلين للانفجار، والذين بدورهم لا يلحقون العساكر بدورات تدريبية مناسبة حول كيفية التعامل مع الجمهور.

الملاحظة الثانية وهي إغلاق الشوارع والطرق الرئيسية لبعض المنافسات الرياضية بدون تبليغ الناس مسبقاً. فعلى حد علمي أن جداول المنافسات قد أعدت منذ فترة طويلة وتم تزويد الجهات المعنية بها. ولكن المشكلة الحقيقية هي أن يذهب آلاف الأشخاص لمباشرة أو متابعة أعمالهم ويجدون أن الشارع الراغبين في السير عليه مغلق أمامهم بسبب العدائين أو الدراجين (الذين يركبون الدراجات الهوائية). وأبلغ مثال على ما نقول هو ما حدث صباحاً بتاريخ 19 /12/ 2011 بالشارع الساحلي الرابط بين الدوحة والخور الذي أغلق تماماً، وبدون سابق إنذار، أمام الآلاف ممن يريد الذهاب إلى الخور أو الذخيرة أو رأس لفان أو الشمال. إن دولة قطر، كما أعرف، هي دولة نظام وقانون وهما يفرضان احترام كل فرد على هذه الأرض، وهذا الأسلوب، حسبما أرى، ليس فيه احترام.

الملاحظة الثالثة وهي الفوضى الكبيرة التي خلقها الشباب والشابات من جميع الجنسيات في اليوم الوطني (انظر موقع يو تيوب على الإنترنت). إننا لا نقول للشباب لا تفرحوا بل على العكس افرحوا وانبسطوا وتونسوا ولكن بالمعقول وليس بضرب القوانين والأعراف والقواعد المجتمعية عرض الحائط. إن أفراد وزارة الداخلية من مرور وفزعة وبالإضافة إلى قوة الأمن الداخلي (لخويا) ما قصروا في أداء مهماتهم. ولكن الشباب، هداهم الله، فهموا أن الاحتفال هو التحفيص والرقص وإغلاق الشوارع والوقوف على السيارات وازعاج الآخرين ومضايقة الأسر (اسمع برنامج صباح الخير يوم 19 /12/ 2011). إننا نطلب من الجهات المسؤولة أن تخصص قطعة أرض للشباب، بعيدة عن الشوارع المهمة والحيوية مثل الكورنيش والدفنة، ليتسنى لهم إبراز المواهب المدفونة وليحتفلوا كيفما شاءوا.

ولي طلب بسيط بسبب ما شاهدته من منافسات بين القبائل والعائلات القطرية، بارك الله فيهم أجمعين، في إقامة عرضات (جمع عرضة) وحيث إن معلوماتي حول القبائل والعائلات القطرية قليلة، وأيضاً لمنفعة الأجيال القادمة حتى يعرفوا من يسكن على أرض قطر الخير من القبائل والعائلات فإنني أقترح على وزارة الثقافة والفنون والتراث أن تقوم بطباعة كتيب لتثقيفنا حول هذه القبائل والعائلات القطرية، من حيث أسمائها، وأصولها، وهجرتها، وإنجازات أفرادها منذ وصولهم لشبه الجزيرة القطرية وما أعدادهم، حيث إنني وجدت بعض المواقع مليئة بالأشخاص والبعض الآخر يزيد عدد أفراد فرقة العرضة على أصحابها.

وفي الختام نسأل العلي القدير أن يجعل قلوبنا مليئة بالسعادة والفرح وأن يجعل بلادنا عامرة بالأمن والأمان وأن يحفظ قيادتنا الرشيدة وأن يحفظ الجميع على هذه الأرض الطيبة

والله من وراء القصد،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع