الراتب الأساسي أو مربوط الدرجة

الراتب الأساسي أو مربوط الدرجة

الراتب الأساسي، كما أفهمه وأعرفه، هو غير الراتب الشامل فالأول يشمل الراتب من مربوط الدرجة بالإضافة إلى كل العلاوات السنوية التي يحصل عليها الموظف بجده واجتهاده. أما الآخر فهو يشمل الراتب الأساسي وجميع البدلات مثل بدل سكن وبدل تنقل.. إلى آخره من العلاوات الخاصة. أما مربوط الدرجة فهو محدد ببداية ونهاية الدرجة الوظيفية مالياً. إن القرار الأميري رقم (50) لسنة 2011 بزيادة الرواتب والعلاوة الاجتماعية والمعاشات للموظفين والمتقاعدين القطريين المدنيين والعسكريين بالدولة نص صراحة في جميع مواده على أن تزاد الرواتب الأساسية لجميع المواطنين المدنيين والعسكريين.

والسبب الذي دعاني للكتابة حول الموضوع أن هناك جهات حكومية فسرت القرار الأميري رقم (50) بأن الزيادة لا تشمل الراتب الأساسي، مخالفة بذلك رغبة ولي الأمر، بل الزيادة مقصورة على ألا تزيد عن نهاية مربوط الدرجة التي يشغلها الشخص بحسب جداول الرواتب الجديدة. بل وصلت جرأة بعض الجهات الحكومية في عدم طاعة ولي الأمر ان طلبت، كما أكد لنا، بعدم صرف رواتب موظفيها من المواطنين حتى تحل هذه المشكلة. والآن نأتي لأن نسأل اللغويين والاقتصاديين وإدارات الموارد البشرية عن معاني هذه الكلمات الثلاث: 1 - مربوط الدرجة، 2 - الراتب الأساسي، 3 - الراتب الشامل. والحمد لله فإني أعرف معاني هذه الكلمات. ولقد وقع سمو نائب الأمير ولي العهد الأمين حفظه الله، كما هو مثبت في نص القرار الأميري، على كلمة الراتب الأساسي وليس غيرها من الكلمات. إنه ليس من خطأ الموظف أن تمت عملية تسكين ذلك الموظف بحسب قانون الموارد البشرية وبحسب العرف المعمول به على الراتب الذي كان يستلمه قبل العمل بالقانون مما نتج عنه استلام راتب أعلى من درجته المالية. ولكن، من وجهة نظري أن الخطأ يقع على الجهة أو الجهات التي تخرج عن طاعة ولي الأمر في أمر قد قام بتوقيعه وإصداره عن قناعة تامة وكاملة من سموه لصالح مواطنيه.

إنني أتعجب من المسئولين الكبار ممن أنعم الله عليهم بالمكانة السامية والرواتب العالية لا هم لهم سوى الوقوف حائلاً بين قرارات ولي الأمر التي تصب في مصلحة المواطنين وبين تفسيرهم الشخصي لتلك القرارات الأميرية. فالمفروض، في هذه الحالة، أن يقوم هؤلاء المسئولين، في سبيل طاعة ولي الأمر وعدم الخروج على أوامره، بفتح الحد الأعلى من مربوط الدرجة المالية حتى تأتي الزيادة كما أمر بها ولي الأمر حفظه الله بدلاً من أن يستنفدوا جهدهم وجهد مستشاريهم في تفسير تلك القرارات حتى لا تعمل في صالح المواطنين أو على الأقل لا يستفيد المواطن من تلك القرارات استفادة كاملة.

وفي هذا المقام فإني أتقدم لسمو ولي العهد الأمين الذي اعتمد ووقع القرار الأميري رقم (50) الخاص بزيادة الرواتب بأن يشرح لهؤلاء المسئولين الكبار معاني الكلمات التي استخدمها في ذلك القرار وأن يقوم سموه بردع كل من تسول له نفسه بحرمان أي مواطن ولو جزءاً بسيطاً من الفرحة التي أهداها سموه له.

أما الموضوع الآخر الذي أرغب بتناوله في مقالة اليوم فهو حقوق كبار السن من المواطنين فالقرار الأميري المتعلق بزيادة الرواتب لم يشملهم. ولقد كنت في زيارة لأحد كبار السن ممن يعتبر من الأوائل الذين كانوا يعملون في منطقة دخان وقلت له على سبيل المداعبة: مبروك على الزيادة وإن شاء الله نشوفك معرس. فرد عليّ ضاحكاً: الله يبارك في عمرك والله يسمع منك يا ولدي. قلت له: بما إنك شيبة فلن ترضى أي قطرية بالزواج منك ولهذا فإنني على استعداد للسفر معك وتزويجك والسهر على راحتك. رد علي: السفر يتطلب فلوسا وأنا ما عندي شيء. قلت له: أنت عزم ورب العالمين بيسرها.

وعند سؤالي عن حجم رواتب المتقاعدين الأوائل الذين أفنوا أعمارهم في الحر والبرد وعلى أيديهم تم اكتشاف النفط واستخراجه وتصديره، فأتى الجواب غير ما توقعته: يصرف لهم مبلغ من 3.000 إلى 4.500 ريال قطري. والسؤال هو ماذا تعني لهم الزيادة التي أقرها سمو نائب الأمير. لقد عرفت الحكومة العمالة القطرية عندما كانت قطر مجهولة من العمالة الوافدة بسبب ضعف الموارد المالية لانخفاض الإنتاج النفطي ولتحكم الشركات الأجنبية في هذا المورد. ولكن عندما وصلت الموارد المالية لأرقام خيالية وانهالت الأعداد الغفيرة من العمالة الوافدة إلى قطر فقد تناست الحكومة بأن من حقق هذا الرخاء الحالي هم العمالة القطرية الذين أصبحوا الآن من كبار السن.

إن الدين الإسلامي اهتم بكبار السن ووجه لهم عناية خاصة واعتبرهم مستحقون من الأبناء ومن دولة قطر الإسلامية الشيء الكثير من الرعاية مقابل التضحيات التي قدموها من أجل إسعاد الأجيال التي ربوها ورعوها. وحرم على الأبناء التلفظ بكلمة "أف" في قوله تعالى "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا" الإسراء: 23. ومعنى الوالدين، على حسب فهمي لمعنى الآية الكريمة، هما الرجل والمرأة من كبار السن ولذلك نجد أن من تربى على الدين الإسلامي يقول لكبار السن وبشكل طبيعي "يا يبه" أو "يا يمه". ولهذا فإن علينا وعلى المجتمع ممثلا في الدولة، وبشكل إلزامي، مسؤولية رعايتهم.

أنني أبادر بالطلب من ولي الأمر سمو أميرنا المفدى وسمو ولي العهد الأمين أن ينصفوا آبائنا في الرواتب لمنحهم نوعا من التقدير والاحترام لما قاموا به وقدموه لمجتمعهم في فترة شبابهم اللي رحل بدون رجعة. وفي نفس الوقت يجب ألا ننسى أصحاب الرواتب المنخفضة ممن تقاعد قبل قانون الموارد البشرية.

والله من وراء القصد،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع