رواتب الشئون الاجتماعية

رواتب الشؤون الاجتماعية

كتبت جريدة الشرق بتاريخ 31 /8 /2010 التالي: انتقدت مواطنة عدم وجود زيادة في رواتب الأرامل والمطلقات، وعدم منحهن مبالغ إضافية في رمضان والعيد، تساعدهن على شراء مستلزماتهن، مشيرة إلى أن راتب الشؤون قليل جدا، وهي لا تكاد تكفي في الأيام العادية حتى آخر الشهر..

ومن جانب آخر اعترف مدير إدارة الضمان الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية، في الصحف المحلية، بأن هذا الراتب لا يكفي لمواجهة غلاء المعيشة

فبدأت أسأل عن عدد المنتفعين وعن قيمة الضمان الاجتماعي الممنوح من الدولة لهم فوجدت التالي:

• يمنح راتب الضمان الاجتماعي للقطريين والمقيمين في قطر.

• أعداد المنتفعين براتب الضمان الاجتماعي بلغت 11344 حالة.

• منهم أسر مكونة من 7 و8 و9 أفراد.

• يبلغ راتب الضمان الاجتماعي 2250 ريالا.

• يصرف لبعض الحالات مبلغ 900 ريال للزوجة والابن 540 ريالاً.

• مع غلاء المعيشة وزيادة العاطلين فإن أعداد المنتفعين في تزايد مستمر.

ومن جانب آخر جلست مع أصحاب المحلات التجارية لمعرفة حجم الاستهلاك الشهري لأسرة مكونة من خمسة أفراد (متوسط عدد أفراد الأسرة في قطر) ووجدت التالي:

• مواد غذائية أساسية (بأسعار مواد التموين الحكومي): 600 ريال.

• لحوم وأسماك ودواجن (حسب أسعار السوق بمعدل كجم واحد للأسرة في اليوم): 1400 ريال.

• خضراوات (للمرق والسلطات) وفواكه (حبة واحدة للفرد في الأسبوع) ومشروبات (شاي وقهوة): 800 ريال.

• مواد تنظيف (غسلة ثياب واحدة في الأسبوع) وصابون للجسم والمواعين: 400 ريال.

• ثياب رجال وفساتين نسائية (أربع مرات في السنة منها ملابس العيدين): بمعدل 250 ريالا في الشهر.

• مصروفات سيارة (بدون حساب الأقساط الشهرية): 600 ريال.

• مصروفات المدارس (المدارس الحكومية): بمعدل 300 في الشهر.

• مصروفات السائق (الراتب ورسوم الإقامة والسفر): بمعدل 900 ريال شهرياً.

• مصروفات الخدامة (الراتب ورسوم الإقامة والسفر): بمعدل 900 ريال شهرياً.

وبلغت الحصيلة الشهرية التي تصرفها الأسرة القطرية الواحدة على مستوى الكفاف وليس الرفاهية حوالي 150ر6 ريالا شهرياً.. وعندها قارنت بين هذا المبلغ والمبلغ الذي يسلم لهم كرواتب ضمان اجتماعي كحد أعلى ووجدت التالي:

2250 للزوج + 900 للزوجة + 540 للابن = 690ر3 ريالا قطريا شهرياً. وقمنا بدورنا بطرح المصروفات من راتب الضمان فأصبح المبلغ (460ر2) ريالا بالسالب. وحتى لو تم خصم مخصصات السائق والخدامة فسيبقى الراتب أقل من حد الكفاف، ولولا مساعدات الخيرين من أهل البلد والمقيمين وبعض المؤسسات الخيرية لأصبح انكسار صحن أو كوب شاي من الكوارث الكبيرة التي لا تستطيع بعض الأسر القطرية تحملها.

ومن مبدأ "علمني الصيد بدلا من أن تمنحني سمكة كل يوم" قمنا من خلال دار الإنماء الاجتماعي وبدعم من سمو الأمير المفدى حفظه الله، وبرعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر سدد الله خطاها للخير، وبرئاسة الأخت الفاضلة منيرة بنت ناصر المسند، بإنشاء مشروع الأسرة العصرية الذي كان من أهدافه اعتماد الأسرة على نفسها بتوفير كافة احتياجاتها المادية من إنتاجها الذاتي، واستطعنا بتوفيق من رب العالمين تخريج العديد من الأسر التي أنشأت مشاريعها الإنتاجية وتحسنت أحوالها المادية وأصبحت في غنى عن رواتب الضمان الاجتماعي، ولو استمر هذا المشروع كما خطط له، والذي استنسخته العديد من دول المنطقة وغيرها ونجحت في تطبيقه، لأصبحت وزارة الشؤون الاجتماعية بلا عمل حقيقي تقوم به.

إن أسوأ شيء في الوجود هو أن يشعر المواطن داخل بلده بالحرمان بسبب ظروف قد تكون أقوى منه، في حين أنه يجد آخرين يعيشون من حوله برفاهية مما ينذر بتعرضه لضغوط نفسية خطيرة، خاصة عند مواجهة تحديات اجتماعية ليس قادراً على مواجهتها.

مساكين أصحاب رواتب الضمان الاجتماعي الذين توصف بلادهم بأنها الدولة صاحبة أكبر دخل فردي في العالم لعامي 2009 و2010 والتي عم خيرها دول العالم من الهبات والعطايا والرواتب الخيالية، ويعيش الكثير من أفرادها تحت مستوى الكفاف ولا أحد يشعر بمشاعرهم لأنهم وببساطة شديدة يتمثلون قوله تعالى ".. يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا.." البقرة: 273. حتى إننا نجد ان الجمعيات الخيرية العاملة في قطر، ما عدا جمعية الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني، تتفاخر وتتباهى بمشاريعها الخيرية خارج حدود الوطن متناسين قوله تعالى "لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ.." البقرة: 177 وقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم "ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل شيء فهكذا وهكذا، يقول: فبين يديك، وعين يمينك وعن شمالك"

وفي الختام نقول لكل من يقرأ أو يسمع أو ممن له قلب خاشع: ارحموا الأسر المحتاجة، والمطلقة، والزوجة المهجورة، والأرملة، وأسرة السجين، والمعاق، والعاجز عن العمل، واليتيم، وارحموا عجائز وشيبان أهل قطر، والمتقاعدين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن ورفعة شأنه.

والله من وراء القصد..

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع