أهل قطر وعلاقتهم بولي الأمر

أهل قطر وعلاقتهم بولي الأمر

بعد نشر مقالة "مرة أخرى.. الديون المتعثرة" في جريدة الشرق بتاريخ 13 /3 /2011 وصلني العديد من الرسائل الإلكترونية ولكن رسالتين منها رغبت أن أتشارك معكم بهما.

الرسالة الأولى ذكر صاحبها "إن الكويت صرفت لشعبها مكرمة أميرية.. والبحرين صرفت لشعبها مكرمة ملكية.. والسعودية مررت 13 قراراً ملكياً لصالح الشعب بمختلف فئاته.. والإمارات سبقت الجميع عن طريق رفع رواتب وأجور مواطنيها بنسب خيالية.. وعمان قامت بإصدار قرارات عديدة لصالح المجتمع. ومهما كانت الدوافع لمثل هذه التوجهات وما قيل عنها إلا أنها تصب في المقام الأول والأخير للتخفيف عن كاهل المواطنين إما بشكل مباشر أو غير مباشر". واسترسل صاحب الرسالة بقوله "إننا كقطريين لا ننكر، بالمقارنة مع دول المنطقة، أننا في خير كبير. ولكننا نعاني من بعض الأمور التي تنغص علينا معيشتنا".

أما صاحب الرسالة الثانية فهو يتساءل "هل الديون المتعثرة هي لمن رفعت عليه قضية ويعاني الأمرين من الديون والسجن أم أيضا مَن يقوم بالتسديد ولكن يعيش في ضنك الحياة لان كل ما يصل إلى يده يسد القسط الشهري للبنك ويعيش على أقل القليل، يحرم نفسه وأولاده من أشياء كثيرة فقط حتى لا يدخل المحاكم ويعامل معاملة المجرمين"، وينتقل صاحب هذا الإيميل إلى توقع مستقبلي عن الحالة الممكن الوصول إليها بقوله: "هل سنعيش على هذا الشكل مع العلم أن أحوالنا المادية هذه ستزيد تعقيداً عند إحالتنا للتقاعد حيث سينخفض مستوى الرواتب وعندها لن نجد حتى هذا الجزء البسيط الذي لا يسد الرمق وسيكون مصيرنا مثل إخواننا الذين ينتظرون حكم المحاكم كأصحاب الديون المتعثرة". ويختم رسالته الإلكترونية بكلمة تعبر عن المعدن الأصيل لأهل قطر بقوله "لك الشكر الجزيل على كل حرف تكتبه ليصل إلى ولي الأمر سمو أميرنا المفدى الذي، كما عهدناه، لن يقصر مع أهل قطر لان أياديه البيضاء التي تصل إلى خارج قطر لن تبخل بالعطايا داخل قطر".

إن هاتين الرسالتين يبينان أن القطريين مع ما يكابدونه من صعوبة الحياة وشظف العيش لا ينكرون النعمة التي هم فيها مقارنة مع الآخرين سواء من أهل الخليج أو الدول الأخرى. وفي نفس الوقت نجد أنهم لم يفقدوا الأمل بالله ومن ثم بولي أمرنا حفظه الله الذي وكله علينا رب العالمين للقيام برعاية مصالحنا في هذه الحياة الدنيا للتخفيف عن كاهل المواطنين ليعيشوا في عزة ورفعة تحت رعايته الكريمة.

إننا نعلم علم اليقين أن إنجازات ومكاسب دولة قطر تأتي نتيجة الخيارات الإستراتيجية التي يتخذها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وحكومته الرشيدة، فعندما يحدد سمو الأمير المفدى المشكلة وأبعادها فإنه يعمل دائماً على سرعة اتخاذ القرار ليحد من حجم تلك المشكلة وهذا ما لمسناه من خلال التصدي الفاعل للأزمة الاقتصادية العالمية. إن الإقرار بوجود المشكلة هو أول الطريق للتغلب عليها وحلها. ومن هذا المنطلق فإننا وبحسب ما نعانيه ونسمعه من الجمهور في المجالس والبرامج الإذاعية المباشرة وما ينشر على صفحات الجرائد نستطيع أن نحدد أهم المشاكل، وليس كلها، التي تعترض المجتمع سائلين العلي القدير أن يلهم ولي الأمر القيام بمحاولة حلها:

• الديون المتعثرة: وهي تأتي في المقام الأول.

• المخالفات المرورية وبالأخص مخالفات الأماكن التي لا توجد بها مواقف

• رواتب الشئون الاجتماعية

• الغلاء في السلع والخدمات وهي التي أدت لما سبق من مشاكل

• فصل الطلبة من الجامعة بسبب طريقة حساب المعدل التراكمي.

إن المطلوب من ولي الأمر وحكومته الرشيدة هو اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على سلامة واستقرار البلد وتلاحم أبنائه وتكوين جبهة داخلية قوية عن طريق قوله تعالى "وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ" البقرة: 215 أو كقوله تعالى " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ" الجاثية: 15 أو كقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشقِّ تَمْرَةٍ" أو انظر إلى معاني هذا الحديث الشريف "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشي بِطَريقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوكٍ عَلَى الطريقِ فأخَّرَه فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ" فإذا كانت عملية إزاحة غصن شوك من طريق المسلمين كانت نتيجته الخلود في الجنة أبد الآبدين إلا ما شاء الله فما بالكم بمَن يرفع عن المسلمين أشواك الحياة التي يعانون منها

وفي الختام نقول إن أهل قطر هم من المسلمين الطيبين ويحبون ولاة أمورهم ويطيعونهم ولا يعصون لهم أمراً وكلهم كبيرهم وصغيرهم يستاهلون الخير والمساندة من ولي الأمر وحكومته الرشيدة.

والله من وراء القصد،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع