شكر وتقدير

 الدكتور محمد بن علي الكبيسي

 شكر وتقدير

 

في حديث معالي الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تطرق إلى قانون التقاعد الجديد، مؤكدًا أن التوجيهات السامية، من قِبَلِ سموّ أمير البلاد المفدّى، تَقضي بكفالة الحياة الكريمة للمواطنين المتقاعدين. وقال معاليه: إن سمو الأمير المُفدّى وجّه برفع الحد الأدنى للمعاش التقاعدي إلى 15 ألف ريال. وأكّد معاليه أن مشروع القانون في مَراحل الإعداد الأخيرة حاليًا، وسوف يتضمّن العديدَ من الأحكام التي تصبّ في مصلحة المُتقاعد لمواكبة أعباء الحياة، وتلبية تطلعات المُتقاعدين، وضمان حياة كريمة لهم. منها، على سبيل المثال، إضافة بدل السكن، والسّلف على المعاش. هذا التصريح الذي أدلى به معاليه للصحافة المحليّة أسعدَ جميع فئات الشعب القطري. وهذا الاهتمام من سموه ينبع أصلًا من الدستور القطري. فقد نصت المادة (59) من الدستور بأن "الشعب مصدر السلطات"، وهذا النص دليل على أن الشعب هو الدولة، وممثل الدولة، أو بصورة أخص، ممثل الشعب هو سمو الأمير. وبما أن سمو الأمير هو ممثل الشعب فأصبح لزامًا عليه الاهتمام بالشعب الذي يمثله. وشخصيًا لا أشك مطلقًا في توجهات سمو الأمير لرفعة شأن البلاد وأهلها، وقرارات سموه في هذا المجال منذ أن كان وليًّا للعهد وحتى الآن معروفة للجميع. وفي نفس الوقت لا أشك مطلقًا في صدق وتفانِي معالي رئيس مجلس الوزراء في تنفيذ المهام المُكلف بها، وهو الذي رافق سمو الأمير في صدق العمل منذ أن كان سموه وليًّا للعهد، ولا يزال يمارس هذا الدور الفعّال بهمّة ونشاط.

 

لا أحد يُنكر أن قطر، والحمد لله في الأول والآخر، أعطتنا بسخاء أكثر مما نرجو وننتظر، ونحمد الله ونشكره على أنه رزقنا قيادة حكيمة وواعية ورشيدة، وهذه نعمة نُحسد عليها. والدول المتحضرة لا يعيبها أن تستمع إلى من ينتقدها انتقادًا بناءً ويقوّمها، لأن هذا فيه صلاح للوطن والدولة. ولكن المعيب على الدولة بمسؤوليها ومؤسساتها أنها تستمع للنقد، وتعرف أن النقد صحيح، ولكنها لا تعدّل مسيرتها. وعندما نكتب المقالات أو نغرّد تغريدات في تويتر فإننا نكتبها من الواقع، ونقصد بها الإصلاح، متمثلين بقوله تعالى "إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" هود: 88. والحمدُ لله على أن قطر هي دولة في خدمة مواطنيها، فهي بهذا المعنى "دولة الوطن" أو "دولة الشعب" وليست "وطن الدولة" مثل الكثير من دول العالم التي تمارس فيها تلك الدول القمع والتعذيب والاعتقالات، وحتى في أحيان كثيرة، القتل.

 

وفي الختام فإنني، كمواطن من هذه الأرض الطيبة، أتقدم بالشكر لسموّه على مبادرة رفع الحد الأدنى لمعاشات المتقاعدين، وتضمين كذلك بدل السكن لهم. والشكر موصول لمعالي رئيس مجلس الوزراء لاهتمامه بالموضوع ورسم الفرحة على وجوه الجميع. ونتمنى، في هذه المناسبة، ألا يتم إغفال نسبة التضخم السنوي بصرف غلاء معيشة تُضاف للمعاش كل سنة.

 

والله من وراء القصد،،