تناكحوا تناسلوا تكاثروا

 

تناكحوا تناسلوا تكاثروا

قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة". وهذا ما قام به أحد المواطنين والذي يقول "لقد منّ الله عليّ من زوجة واحدة بأحد عشر طفلاً وأنا ملزم بتلبية احتياجاتهم، ولكني في الفترة الأخيرة أجد صعوبة بالغة في توفير تلك الاحتياجات بسبب الغلاء الكبير الذي نعيشه، وطبعاً هذا الشيء نتج بسبب جشع التجار الذي ليس له حدود". إن هناك عددا من الأسر القطرية هم على شاكلة هذا المواطن، فأسرهم مكونة من عدد كبير من الأطفال، وهؤلاء الأطفال بحاجة إلى متطلبات مختلفة من مأكل وملبس واحتياجات مدرسية وغيرها من الاحتياجات التي يعجز الوالدان عن توفيرها لهم نتيجة لضعف الراتب مقارنة مع الغلاء الفاحش في كافة جوانب الحياة. ولهذا فإنه ليس بغريب أن نجد الجيل الجديد قد مال إلى: 1. عدم الزواج ما زاد نسبة العنوسة عند الجنسين (ذكور وإناث)، وعدم الزواج طبعاً يؤدي إلى عدم الإنجاب. 2. تأخير سن الزواج حتى يبني الشخص نفسه ويزيد رصيده، وتأخير سن الزواج يؤدي في النهاية إلى عدد مواليد أقل. 3. الاكتفاء بولد أو ولدين فقط بحجة أن الجودة أفضل من الكثرة. كل ذلك أدى إلى انخفاض نسبة الولادة عند المواطنين من 4.2 طفل لكل امرأة في عام 1980 إلى أقل من 1.92 طفل لكل امرأة في عام 2014 علماً أن دخل الفرد القطري بلغ في نفس السنة 100ر102 دولار (النيجر وصلت إلى 6.89 طفل لكل امرأة بدخل فرد يبلغ 800 دولار). ومن المعروف عالمياً أن انخفاض معدل المواليد عن 2.11 طفل لكل امرأة سيؤدي إلى تقلص عدد المواطنين، وبالتالي إاندثارهم في فترة لا تزيد على 25 سنة. ولهذا أقترح على الأمم المتحدة أن تصنف المواطن القطري بأنه فصيلة نادرة توجب حمايته من الانقراض.
وبدراسة المشكلة من جميع الجوانب وجدنا أن انخفاض عدد المواليد لكل امرأة يرجع إلى أسباب متنوعة من أهمها: 1. ارتفاع مستوى التعليم وتغلغل فكرة أسرة صغيرة = حياة أفضل. 2. محاولة المرأة عدم الإنجاب للمحافظة على قوامها. 3. أسباب اقتصادية من غلاء الأسعار وصعوبة المعيشة. كل ما سبق من أسباب لم يجزها الشرع إلا سببا واحدا وهو أن تكون المرأة كثيرة الإنجاب وتتضرر في بدنها، أو في شؤون بيتها، وتحب أن تقلل من الإنجاب لمدة معينة مثل أن تنظم حملها مرة في كل سنتين. أما الأسباب الأخرى فهي لا تعدو أن تكون أسباباً اقتصادية مغلفة بتغليف اجتماعي حتى يرضى عنها صاحبها نفسياً. إن الجانب الاقتصادي، والذي هو في اعتقادي محور انخفاض عدد المواليد لكل امرأة، عنصر مهم يجب على الحكومة التغلب عليه. إنني من المؤمنين بأنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، وأن الله تعالى إذا رزق أحدا أولاداً فسيفتح له أبواباً من الرزق حتى يقوم بشؤون هؤلاء الأولاد. ولكن هذا لا يمنع الحكومة من أن تساند المواطنين وتساعدهم وتحقق لهم الاستقرار الاجتماعي عن طريق توفير الحياة الكريمة لهم ولأبنائهم حتى يتم إلغاء التخوف من المستقبل ويعودوا للعمل بجد لزيادة نسلهم. إن الحل الوحيد المتاح لتجاوز هذه المشكلة هو صرف بدل أطفال. أي قيام الحكومة بدفع مبلغ من المال عن كل طفل يولد من أبوين قطريين، مع استثناء الأطفال الذين يتلقون مساعدات من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. إن هذا الأمر قد كان متبعاً في صدر الإسلام، فقد فرض عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، نفقة لكل مولود في الإسلام. ونفس هذا الأمر متبع الآن في كثير من الدول، حتى تلك التي يقل فيها الدخل الفردي عن قطر، فمثلاً نجد دول الاتحاد الأوروبي تدفع 145 يورو، والكويت تدفع 50 ديناراً كويتياً، والإمارات تدفع 600 درهم إماراتي. وبناء على تلك الأرقام وبالنظر إلى تكاليف المعيشة في قطر فإننا نقترح أن يكون بدل الأطفال في حدود 000ر1 ريال قطري شهرياً. إن صرف مثل هذا البدل سوف يؤدي إلى: 1. تشجيع المواطنين على الإنجاب وزيادة السكان وستدفع إلى معالجة الخلل في التركيبة السكانية. 2. تخفيف العبء المالي الملقى على عاتق الآباء مع تزايد احتياجات الأبناء ومتطلبات الحياة اليومية. 3. القضاء على العنوسة وتشجيع الشباب على الزواج والإنجاب. 4. مواجهة أعباء الحياة التي تواجهها الأسرة خاصة في ظل ارتفاع الأسعار المستشري حالياً في الأسواق. إن صرف بدل أطفال، يا سادة يا محترمين، يمكن أن يحقق الفائدة المرجوة منه للمواطنين وبتكلفة مالية محدودة، ولن يؤثر ذلك على موازنة الدولة التي حققت، في آخر ثلاثة شهور، فائضا كبيراً بلغ أكثر من مائة مليار ريال.
وفي الختام نقول إن المواطنين كما ينص عليه الدستور القطري "متساوون في الحقوق والواجبات"، إذاً لماذا يصرف هذا البدل للبعض فقط؟ ومع ذلك فإننا تعودنا دائماً على المفاجآت السارة من قيادتنا الحكيمة التي تعمل دون كلل أو ملل من أجل تحقيق تطلعاتنا وأمانينا. فالمواطن عندما يرى قيادته تقف في صفه فإنه يشعر حينها بأن هناك من يهتم به وهذا ما عهده أبناء قطر من قيادتهم منذ عهد الفقيد المؤسس الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، رحمه الله. إن أهل قطر يستحقون مثل هذا البدل عن الأطفال لأنه سيساعدهم على تحمل الأعباء المعيشية المتزايدة.
والله من وراء القصد ،،

Comments

Popular posts from this blog

مجلس الشّورى والتّقاعد

الحصار وتخبط غرفة قطر

الأرض والقرض للجميع