إقالة العثرات.. وتجاوز الزلات
د.محمد بن علي الكبيسي إقالة العثرات.. وتجاوز الزلات ذات يوم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان الى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه وهو في جوف رحله". ومر أبو الدرداء رضي الله عنه على رجل قد أصاب ذنباً والناس يسبونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب "بئر" ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: نعم، قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم. قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي. إن الإسلام يحث على الأخلاق الكريمة ومن هذه الأخلاق إقالة عثرات الكرام وذوي الهيئات، وغض الطرف عن هفواتهم، والتسامح معهم، لأنهم غالبا لا يتعمدون الخطأ ولا يقصدون اتيان القبيح. أما محاولة تصيد الأخطاء والتفتيش عن العيوب والزلات بناء على سوء الظن والشك والريبة فهذا ليس من سلوك المؤمنين. إن الإنسان فطره الله على أنه يصيب ويخطئ، ويعلم ويجهل، ويذكر وينسى، ولم يعصم أحداً من الوقوع في الزلة والهفوة والعثرة غير الأنبياء. ولهذا جاء في ...